كيفة وأَكَيْدَارْ والحلم الجميل
السبت
18 نيسان (أبريل) 2015
19:24
بقلم أحمد ولد جبريل
- لما علم أَكَيْدَارْ وهو بانواكشوط أن الرئيس سيزور مدينة كيفة التي ولد وتربى فيها، هاجمه جيش من الحماسة، وقرر أن يذهب إلى كيفة ليكون في طليعة المستقبلين.
- أخذ دراعة من عند صديقه، وهرول في سيارته الكسولة والتي كادت الفرحة أن تفقدها إحدى عجلاتها، واتصل بأصدقائه واحدا واحدا، ثم تواعدوا عند بتيك كيفة في الساعة الرابعة ليلا، فبالبنسبة لكيدار، لا بد من الأسفار في الليل، سواء إلى مدينة كيفة، أو إلى مدينة الأحلام والرؤى.
- بعد أن صلى العشاء أربع ركعات كدجاجة تسابق صاحبتها في نقر الحب، انثنى إلى سيارته العوراء ليضع آخر اللمسات على الحمولة، وكانت سيارته لحظة انتهائه من التحميل عليها وحملها ما لا تطيق، تتمتع بهندسة معمارية لا ينقصها سوى أن يكتب عليها "صُنعتْ في اقليك ول سلْمَ".
- بعد أن انتهى من الحمولة، ذهب إلى فراشه متعبا كزازواية تلعب بها الرياح، ثم نام كالأطفال سوى أن شخيرا ونخيرا خرجا من أنفه وفمه لم تكن لهما أي علاقة بالطفولة..
- رأى كيدار في المنام أنه جاء لكيفه ووجد أهلها مجتمعين يتبدالون الاستشارات والآراء، فقام فيهم شيخ خطيبا وقال: "يا أهل كيفة، أهل كل خصلة شريفة، لقد أهلكنا العطش، فحفر فينا ونبش، وإني أرى أن يجتمع الشيوخ والفتيان، فنبني سدودا على الوديان، ونحفر الآبار، ونردُ الأنهار، فيشرب الكبير والصغير، والمأمور والأمير، والجار والحليف، والضيف والمُضيف".
- ثم قام بعد هذا الشيخ شاب وقال: "يا أهلي وأحبابي، وأصهاري وأنسابي، أرى أن نأخذ مساحة، في ساحة، فنحرث ونزرع، ونهرول ونهرع، فتخرج الثمار، ويأكل الإنسان والحمار، ويستغني المشتري والتاجر، والبر والفاجر. ثم نعمد إلى التجارة، في مهنة النِّجارة، فيتعلم الشباب، تركيب الأبواب، وإصلاح النوافذ، وإحكام المنافذ. ثم نخصص بعد ذلك شبابا لحمل الألوية، وصناعة النعال والأحذية، فتصبح النعل النظيفة، مصنوعة في كيفة، فنأكل مما نزرع حتى نشبع، ونلبس مما نصنع حتى نُرفع". فجعل الناس يصفقون وعلت الصيحات والزغاريد.
- وفجأة استيقظ كيدار من هذا الحلم الجميل على وقع رنين الهاتف وإذا به أحد الأصدقاء يلومه على التأخر.. تنحنح كيدار وقال... ويتواصل
اضف تعقيبا