صبرا أهل " كيفه" فإن مصيركم العطش!
الخميس
16 نيسان (أبريل) 2015
04:35
- يبدو أن آمال سكان معظم أحياء مدينة كيفه في ري ظمأهم تتبخر كما تتبخر السوائل من أجسامهم التي قاربت على التفحم تحت أشعة الشمس الملتهبة مع بداية هذا الصيف.
- و رغم أنهم سيصطفون غدا و بعد غد، تحت هذه الأشعة الحارقة ساعات و ساعات لاستقبال رئيسهم، ليبايعوه فرادى و جماعات، و يضفون عليه "قدسية" جديدة، و يمنحوه لقب الأمير و الفاتح، و المحرر و المؤسس، إلا أنهم سيعودون و قد جفت حلوقهم من العطش إلى حنفيات تعودت أن تعتصر ألما و دما كلما حاول أحدهم جاهلا أو ناسيا أن يفتحها.
- أطر كيفه القادمون مع الزيارة كثير منهم عبأ مستودع سيارته بقنينات المياه المعدنية،لأنهم ولدوا و تربوا على هاجس الخوف من العطش، أما ساكنة كيفه القارة فقد تعودت العطش في مدينة أصبحت في نظر كثير من المراقبين من أكثر مدن العالم عطشا.
- من واجب الرئيس أن يزور عاصمة ولاية لعصابه و يتحدث إلى ساكنتها،فليسأل أول من يلقاه منهم ما أكثر المطالب إلحاحا في المدينة؟ سيجيبه و قد أَدْلَعَ لسانه منا لعطش:العطش،فإن لم يصدقه فليسأل الحنفيات و هي أصدق من الجميع، لأنها ليست مبرمجة كبعض "المتزلفين" على الكذب.
- من حق الرئيس أن لا يصدق ما تنشره المواقع الإخبارية فهي منحازة، ومن واجبه أن يتحقق من تقارير الإدارة فهي مختصة في تمويه الحقائق، و رسم الصورة الوردية " المخادعة"، و من طبيعة المنافقين، و المتزلفين المتلونين أن يلووا ألسنتهم من أجل إرضاء الرئيس و يمدحوه ليسير فوق رؤوس العطشى، و الجياع، و هم صابرون على المشقة و المكابدة التي يبذلونها من أجل الحصول على الماء و الغذاء، لكن الرئيس ككل المسلمين الذين يرجون ولوج أبواب الجنة، و يتطلعون إلى ذلك عبر كل المسالك ولا يحقرون من المعروف شيئا،قد يدخل الجنة إذا تمكن بقدرة قادر من سقاية أهل كيفه، ففي الحديث الشريف "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : "غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ ، يَلْهَثُ ، وفي رواية (قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنْ الْعَطَشِ) ، كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا ، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا ، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ ، فسقته ، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ.
- و في قصة مشابهة في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :«بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئْرًا ، فَنَزَلَ فِيهَا ، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ . فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ . فَقَالَ الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي . فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ». قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّه ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا ؟ فَقَالَ :«فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْر".
- من حق الرئيس أن يشكك ويتحقق و يعاين، لكن ليس من حقه أن يماطل في سقاية عطشى الصابرون على عذاباتهم كما صبر آل ياسر فبشروا بدخول الجنة، و حرم منها من كان يعذبهم.
1
مشاركة
-
هذا العنوان فيه قدر من التشاؤم ......و لعله كان من الأحسن والأفضل ان نتفاءل ﻻ أن نتشاءم
الرد على هذه المشاركة
اضف تعقيبا