أخيرا ... يجلس الشاب السالك ولد مني يقطع منتوجه من الطماطم حيث قرر تجفيفه بعد أن أوصدت السوق المحلية أبوابها أمامه وأمثاله من صغار المنتجين الزراعيين غير المنضوين في الاتحادات والتعاونيات الزراعية المشاركة في المشروع الزراعي بكنكوصه والذين حازوا الحظوة وتكلفت الدولة بتسويق منتوجهم واستغلاله في ضرب البقية الباقية من أصحاب المبادرات الحرة والمزارع العتيقة.
يقدم ولد مني على خطوة التجفيف رغم علمه المسبق بتأثيرها البالغ على كمية المنتوج الذي يتراجع بمعدل 10 أضعاف عن حجمه الحقيقي قبل العملية إلا أن القرار الحكومي المرتجل لم يترك لنا سبيلا ـ كما يقول ـ في إشارة إلى قرار رئاسي موجه إلى مفوضية الأمن الغذائي بشراء منتوج الخضروات من مشروع كنكوصه ب 145 أوقية للكغ وبيعه في كيفه عاصمة ولاية لعصابه (على بعد80 كلم) بما لا يزيد على 50 أوقية فقط للكلغ وهو ما جعل تجار الخضروات يسارعون إلى شراءه بالسعر المدعوم وحفظه من أجل إعادة بيعه في سوق كنكوصه مما تسبب في كساد كبير وموجة من الإحباط اجتاحت المنتجين المستقلين.
ويضيف ولد مني " لقد قررت أن أشتغل في هذه الأرض وتكلفت في استصلاحها عدة ملايين وذلك قناعة مني بضرورة العمل داخل الوطن إلا أن قرار الحكومة الموريتانية وازدراءها ولا مبالاتها بما بذلنا من جهد ووقت ومال يجعلنا نعيد التفكير في الهجرة للتخفيف من ضغط الحاجة ومتطلبات العيش ".
وهنا يقول السالك نطالب الرئيس الموريتاني شخصيا بالتدخل العاجل لتدارك مثل هذه الأخطاء القاتلة والقرار المخيب وذلك بإيجاد صيغة من أجل دمجنا في عملية التسويق أو حمل المنتوج إلى مناطق بعيدة عن كنكوصه لضمان عدم التأثير بهذه الطريقة الفجة علينا دون مراعاة لظروف عيشنا ولا تقدير لمجهودنا.
إلى ذلك يبقى السالك مجرد مثال ناطق على معاناة مزارع عتيقة بمقاطعة كنكوصه كانت وحتى الأمس القريب أهم مورد للخضروات بولاية لعصابه وشكلت أهم رافعة للجهود الرسمية في مكافحة الفقر وسوء التغذية صارت بفعل القرار الجديد رمادا تذروه الرياح.
الأخبار