تصريـــــح حول مؤامرة حرق الكتب الفقهية
سقط القناع
تشهد الساحة الوطنية هذه الأيام عاصفة كبيرة بسبب حادثة أليمة جرحت مشاعر كل الموريتانيين بل كل المسلمين، فقد غطى دخان المدونة اكبرى وشروح خليل على كل هموم المواطنين سواء همومهم المعيشية وسواء همومهم السياسية المتمثلة في المطالبة بالرحيل وفي ضرورة تحول سياسي يمليه تعقيد الأزمة ويفرضه الانسداد السياسي الذي تعيشه البلاد هذه الآونة إلى درجة الاختناق.
فبعد الدهشة والصدمة والذهول الذي يرافق شعور أي مشاهد فإن المتأمل في الأحداث والطريقة التي جرت بها لا يمكن إلا أن يدرك أن الأمر بعيد من العفوية والبراءة.. !!
فهل يعقل في دولة بوليسية ـ تقمع كل المتظاهرين والمحتجين وخاصة الموالك (المالكيين) وتغلق المعهد العالي الذي يقوم منهجه على الفقه المالكي بجميع متونه (الشيخ خليل، والمدونة، وشروح الموطأ، ومراقي السعود) ـ أن تتغاضى شرطتها عن حادثة حرق الكتب بل توفر لها تغطية إعلامية من طرف الإعلاميين الرسميين وشبه الرسميين مع حضور متميز للبوليس السري للنظام ؟!!
ألم يكن أولى بالنظام لو كان صادقا في دموع التماسيح التي ذرف فيما بعد ألا يقف متفرجاً على ألسنة اللهب وهي تمزق هذه الكنوز الثمينة من كتبنا الإسلامية الغالية ؟!
أليس استهتاراً بمشاعر المواطنين بل كل المسلمين أن تعرِض لهم تلفزتهم الوطنية هذه الصور البشعة ؟!
وهكذا يسقط القناع عن التدبير الأمني المكشوف والحيلة غير الذكية للنظام من خلال تسييسه لموضوع يتساوى الجميع ـ المعارض والنظام ـ في استنكاره.
لكن النظام هو وحده الذي كان يملك القوة في تلافيه وتجنيب البلاد تداعياته التي، إن استغلها اليوم لسذاجته فإنها خطيرة عليه وعلى المجتمع برمته غداً أو بعد غد.
إنها عملية حبيب العادلي في مصر المتمثلة في حرق كنسية القديسين إبان الثورة المصرية! لكن" اعبُرُ مصر" لم تثنِ الجماهير عن الانتفاضة في مصر ولن تثنيها في موريتانيا اليوم، لكن الشعب الموريتاني بين الحقائق والمسرحيات، وبين المهرجانات والمسيرات الجادة وبين الكرنفالات التي تدبرها أعين السلطة لحاجة في نفس يعقوب، ولا تزال ذاكرة الجماهير تستحضر شخصيات الملابس الجاهزة الصالحة لكل نظام، وسيدرك النظام أنه بمحاولته لفت الأنظار عن مسيرة ومهرجان المنسقية يوم الأربعاء القادم 02 مايو قد أسدى لنا خدمة كبيرة ستحقق نتائج عكسية لما أراد هو كما حصل في مسيرة 12 مارس الماضية عندما نظم حملة تشويه ومغالطة ضد المنسقية وأراد أن يُشغل الجماهير بتوزيعات مجانية للأغذية؛ وسيأتي اليوم الذي تُكشف فيه كل خيوط المؤامرة ليعرف الجميع ظروف وملابسات المحرقة الجديدة ومن هو المسؤول فعلا عن إتلاف كتب المذهب المالكي وتجفيف منابعه.
نائب رئيس حزب تواصل
النائب/ السالك ولد سيدي محمود