هناك أسباب كثيرة ووجيهة تدفعني للمشاركة في مسيرة الثلاثاء التي سينظمها القطب السياسي للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، والتي اختار لها أن تكون تحت شعار " لا للنهب والتفليس الممنهج لشركة اسنيم"، ومن بين تلك الأسباب أذكر:
1ـ لا يمكنني أن أستمر في التفرج، ولشهرين كاملين، على شريان الاقتصاد الموريتاني وهو ينزف دون أن أفعل شيئا. ولا يمكنني أن أستمر في التفرج، ولشهرين كاملين، على تجويع آلاف الأسر، وعلى خنق مدينة بكاملها دون أن أفعل شيئا. ببساطة لا يمكنني أن أستمر في التفرج على شركة "اسنيم" وهي تنهار دون أن أفعل شيئا.
2 ـ لم تعد قضية "اسنيم" تقبل بالحياد، وذلك بعد أن اتخذ الرئيس "محمد عبد العزيز" موقفا منحازا لإدارة "اسنيم"، وبعد أن أعلن صراحة بأن تجويع العمال المضربين سيستمر إلى أن يقبلوا بالعودة صاغرين إلى أماكن عملهم. فلو ظل الرئيس محايدا، لكان للحياد معنى، أما وقد قرر الرئيس أن ينحاز وبشكل صريح لإدارة "اسنيم" فإنه على الشعب الموريتاني أن ينحاز وبشكل صريح أيضا إلى العمال المضربين.
3 ـ إن مواصلة الصمت والاستمرار في التفرج لم يعد موقفا محايدا بل إنه قد أصبح موقفا داعما لإدارة شركة "اسنيم" التي تراهن على ذلك الصمت وعلى ذلك التفرج للاستمرار في تجويع آلاف العمال المضربين، وبالتالي آلاف الأسر، إلى أن يفشل الإضراب.
4 ـ لقد قال الرئيس في مؤتمره الصحفي بأن الاستجابة لمطالب العمال المضربين ستؤدي إلى إغلاق شركة "اسنيم" وهذا قول غير صحيح، فهذه الشركة لن ينقذها إلا التفاوض مع العمال المضربين، والذين من المؤكد بأنهم لن يصروا ـ إذا ما تم التفاوض معهم ـ على أي مطالب قد تؤدي إلى إغلاق الشركة.
إن الذي يهدد الشركة بالانهيار هو أن تظل الإدارة ترفض الحوار مع العمال المضربين، وأن تظل في عنادها مع العمال المضربين، وذلك رغم الانخفاض الكبير في الإنتاج والتصدير، بل وتوقفهما التام في بعض الأحيان. إن ما يهدد الشركة حقا، هو أن يتم تشغيل بعض الآليات الثمينة بدون صيانة، وأن يتواصل تشغيل بعض المتدربين والمتقاعدين لتعويض العمال المضربين، وهو ما نتج حتى الآن: انحراف قطارين عن السكة، حادث نواذيبو، اشتعال الجرافة رقم 10 ..إلخ.
إن التفاوض مع العمال المضربين لا يهدد الشركة، وإنما الذي يهددها هو أن تظل هذه الشركة تسيَّر بهذا الأسلوب الأحمق الذي تعتمده الإدارة، والذي سيؤدي حتما إلى خسائر كبيرة في المعدات والآلات، وإلى انهيار الشركة فيما بعد.
إن الذي يخاف حقا على مصير الشركة هو ذلك الذي يشارك في أي مسيرة أو أي وقفة تدعو للتفاوض مع العمال المضربين. أما من يقف في صف الإدارة بصمته وبحياده فعليه أن يعلم بأنه يساهم، ولو بشكل غير مباشر، في انهيار الشركة.
5 ـ يصعب أن تجد مواطنا موريتانيا إلا وقد وصله شيئا قلَّ أو كثر من خير "اسنيم" بشكل مباشر أو غير مباشر، ولذلك فليس من اللائق بنا أن نترك هذه الشركة التي أكلنا أو شربنا أو تعلمنا أو تعالجنا من خيرها، أن نتركها تنهار دون أن نفعل شيئا. لقد آن الأوان لأن نرد ل"اسنيم" شيئا من جميلها، ولا خير فينا أن لم نفعل ذلك الآن، وفي مثل هذا الوقت العصيب الذي تمر به هذه الشركة.
6 ـ علينا جميعا أن نكون على استعداد كامل للمشاركة في أي نشاط تضامني مع عمال
"اسنيم" المضربين، سواء كان ذلك النشاط قد جاء من جهات سياسية ننتسب لها أو لا ننتسب، فالمهم في النهاية أن يتم تخصيص ذلك النشاط لأزمة "اسنيم" دون غيرها، وعلينا أن نعلم جميعا بأن أزمة "اسنيم" قد وصلت إلى مرحلة حرجة تتطلب تضافر جهود الجميع، وإلا فإن مصير هذه الشركة سيكون الانهيار.
فبإذن الله، لن أتخلف عن مسيرة الثلاثاء.. وأنت؟
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين ولد الفاضل