الرجل المناسب في المكان المناسب
الأحد
8 آذار (مارس) 2015
21:26
النعمه ولد أحمد أستاذ في جامعة العلوم الإسلامية بلعيون
- الرجل المناسب في المكان المناسب ؛مقولة للحكماء و نصيحة من السياسيين ، رددت كثيرا و طبقت قليلا .
- الأصداء وصلت إلينا فنطقتها الأفواه وسمعتها الآذان...جربت في أ وربا ونجحت، تداولت مرارا وتكرارا في إفريقيا و في العالم العربي ، ولم نتمكن من استيعابها .قال جل من قائل : << نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات >> سورة الزخرف آية 32 .
- وكان محمد صلي الله عليه وسلم لا يسند المهام الخاصة إلا لمن يراه أهلا لذلك .فما استخلافه لأبي بكر في الصلاة ,وبعثه أسامه في جيش الفتح إلا مراعاة لظروف الفرد و إمكاناته و قدراته علي القيادة وتسيير الأشخاص .
- ومن هذا المنطلق بات ضروريا في إدارة الشؤون العامة اصطفاء بعض الكوادر لتوليهم الشأن الإداري والتنفيذي في البلاد . ففي بلدان العالم الثالث تظل الجهة والقبيلة والفئة من الحقائق التي يتعامل معها ولاة الأمور، بحيث أن المناصب تتوزع حسب مصالح آنية للرئيس أو الملك من أجل توطيد حكمه و ضمان استمرار سلطانه .
- في بعض الأحيان يلجأ الرئيس إلي تشكيل حكومة من السياسيين المعروفين فيسيرون الشؤون العامة على مجاز مخل يهدف في أحيان كثيرة إلى خلق قواعد شعبية قد تكون في الغالب وهمية، و تارة يقوم بتشكيل حكومة من التكنوقراط موزعة بصفة ارتجالية لا تراعي فيها الجودة ولا التخصص .
- الحكومة الموريتانية الحالية لا تخرج عن هذه القاعدة ، فكل إلا من رحم ربك، يقوص في بحر هائج لا سبيل للنجاة منه.
- إذا أخذنا مثلا ميدان الخارجية المعروف بوعورة تضاريسه وكثرة فيضاناته فنجد أن صاحب (ة) الحظ يجب أن يكون خاليا من الضعف والتردد . الوزيرة الحالية، رغم كفاءتها و استعدادها للعمل ،ستجد صعوبات جمة للقيام بمهمتها علي أكمل وجه .لذلك عليها أن تتحلى بالصفات التالية :
- 1. اللياقة البدنية والنفسية لتحمل الأسفار والتلاؤم مع تغيرات الطقس
- 2 .القدرة علي الفهم والتحدث باللغات : العربية ،الفرنسية ،الإنجليزية
- 3 . المظهر الدبلوماسي اللائق :الزي وطلاقة الوجه ،والانسجام مع تشريفات الدول.
- 4. اليقظة التامة في المؤتمرات الصحفية و تفادي الأسئلة الفخ
- 5. فهم معمق لرسالة موريتانيا الدبلوماسية :
- - حسن الجوار انطلاقا من مبادئ الأخوة والصداقة
- - عدم الغوص في مسائل قد تسبب حرجا لبعض الجيران ( مشكلة أزواد ،الصحراء الغربية ، كازامانص.....)
- - التعاطي بحكمة مع الإرهاب
- - التمسك بقوة بالثوابت الثقافية للبلاد : (الهوية العربية الإسلامية ،الوحدة الوطنية...)
- 6 . فهم الوضعية الدولية الحالية : ( معرفة بالعلاقات الدولية،الجيوستراجية ، و إشكالية المصالح و ميزان القوة )
- هذه الشروط قد لا تجتمع في قلب واحد لكن القليل منها يجزي وقد يثاب صاحبه . نرجو الله العلي القدير أن يكون في عون كافة وزرائنا كل حسب اختصاصه .
اضف تعقيبا