لو كنت رئيس الجمهورية – وما ذاك على الله بعسير خصوصا في موريتانيا – فلا تستغربوا فكل شيء ممكن في زمن غياب المعايير وانهيار المنطق.
المهم لو كنت الرئيس للقنت رويبضات الصالونات والمكاتب درسا مدنيا يؤسس لمرحلة جديدة تمثل قطيعة تامة مع ترهات الماضي ولأقصيت طفيليي التوزير القبلي والجهوي والفئوي والمافيوزي ولألقمت متكلمي السياسة حجرا يخرسهم لكي لا يستمروا ترويج الإشاعات المغرضة ولاعلنت جهارا نهارا معايير مهنية علمية اخلاقية سياسية ترفع سقف المرفق العمومي إلي سماء المصلحة الوطنية وفضاءات دولة المواطنة الحقيقية، إلي مستوى التكليف المهني بدل مستويات "التشريف" القبلي والجهوي والطائفي والفئوي والإثني والمافيوزي والبين بين.
لو كنت رئيس الجهورية لضربت بيد من حديد على أشباه الجنرالات العسكريين والمدنيين وأشباه المقاولين السياسيين والماليين.. ومخنثي السياسة والتعليم.. ومشعوذوها.. وأنصاف السياسيين.
لو كنت الرئيس لخيبت آمال لوبيات الموردين التجاريين وأصحاب البرص السياسية وعينت نكرات لا محال لها من الإعراب في عرف هؤلاء مشهود لها بالكفاءة والاستقامة والبخل المنفعي. لو كنت الرئيس لوظفت موضوع تعيين الحكومة في كبح جماح كل النزعات الضارة التي تسمم المجتمع وتربك جهود التطوير والتحديث.
لو كنت رئيس الجمهورية لكونت جيشا حقيقيا يذود عن حياض الوطن ويؤمن الإنسان والثروات والمؤسسات ولأعدت ضباطه إلي ثكناتها كضباط لقوات جمهورية مهنية لا تتدخل في السياسة. لو كنت الرئيس لقطعت الشك باليقين وحزمت أمري وعزمت وتوكلت على الله الذي له الأمر من قبل ومن بعد واتخذت القرارات المصيرية التي تنفع الناس وتمكث في الأرض متجاوزا عذيطات المرجفين في المدنية والذين في قلوبهم مرض وما أكثرهم هذه الأيام.
عبد الله محمدو للتواصل: https://www.facebook.com/dedehmed