إن التعليم يا سادتنا ويا ستر الأخوات ؛قطاعنا الأهم من بين كل القطاعات ، وهو الموجه لها والضامن لتحقيق التقدم ومأمول النجاحات ، ومن المعلوم في كل الأماكن والجهات أن المعلم في هذا القطاع هو الشمعة المضيئة ،بل هو مصدر النور ومبعث الإضاءات ، وهو جسرنا المتين ؛وحصن القوات ، فعليه يعبر الكل إلي بر الأمان ؛أخلاقا وعلوما ونضجا ونيلا لما تقدمت به الحضارات ، وبه يصل الجمع شأو المبتغى وبه ينال من الأحلام النوى ومقاصد الأمنيات . ظل المدرس كما كان مضيء الشمعات ؛وجسرنا المتين ومكمن الثبات ،منذ القدم إلى حاضر الأوقات ، وكان له في ما مضى من مجتمعه سند عظيم وكثير إعانات ، ذاك أن المجتمع إذ ذاك صاحب قيم وصائنا للكرامات ،مبتعدا في تعامله عن مادي الإعتبارات ،مقتفيا أثر المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه وماكان عليه أتباعهم في تلك القرون المزكات ، وسرعان ما تغيرت تلك التعاملات ؛ تبعا لتحول القيم وتغير العقليات ،إذ ظهرت أجيال جديدة في المجتمعات ؛همها الأساسي من الأشياء مركز ومقتصر على الماديات، فصرفت قيمة المدرس عما يقدمه لمجتمعه من خدمات وربطت قدره بما يملك من دريهمات .
إنطلاقا من هذا ووقوفا مع الحق وتجردا من حب الذات ،صار لزاما علينا آباء كنا أو أمهات ؛أن نبدأ اليوم قبل غد بتحمل كامل المسؤوليات سبيلا إلى زرع مفقود القيم وإحياء النائمات ، والتذكير أن القيم المعنويات أولى صونا من تلك الماديات ، ولابد من زرع قيم التعلم في صدور البنين والبنات وجعلهم يعتزون بذلك بدل التسيب والإنفتاح على وافد المسلسلات ؛التي لاتقدم إلا القشور وما لفظ من أوضار الحضارات .
وبعد كل هذا على الحكومة بمضاعفة المجهودات ، والقيام بعاجل المراجعات ؛لتحسين راتب المدرس الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع ولايحد من المديونيات ، بل معه المدرس مرهون للبنوك والحوانيت وصغار البائعات .
وفي الأخير وإقرارا بما تحقق من الإنجازات وما صاحب ذلك من جديد العلاوات وتعميم آخر الزيادات ،وجب التنبيه أن ذاك مع حمدنا له لم يلبي الحاجات ولم يصل بعد إلى ماينشد من الغايات ، وعليه لابد من إتباع سابق الخطوات بأخرى على غرار المراجعة والزيادات التي خص بالاستفادة منها الإداريون والحكام والنواب والقضاة ،والتي بها صاروا إلى ماإليه صاروا وتقدمت أعمالهم وتفرغوا لها حتى لبت بعض التطلعات ...يتواصل بإذن الله في قادم الأوقات
عثمان جدو