في خطاب تنصيبه رئيسا دوريا لمنتدى الديمقراطية والوحدة العام الفارط قال أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أنه سيعمل كلما في وسعه من أجل إرغام نظام محمد ولد عبد العزيز على الدخول في حوار جدي مع المعارضة أو هكذا قال وانتبهوا جيدا لقوله أنه يريد إرغامه على الدخول في حوار جدي مع المعارضة فحسب, ولم يقل أنه سيعمل على إجباره على التنحي عن السلطة أو الرحيل عنها, جنوحا منه فيما يبدو إلى الواقعية أكثر, بعيدا عن سمفونية الرحيل التي خبرها الجميع ومجّها, ولم يجني منها سوى الكثير من الأسى والإحراج...., فتلك أوهام تبددت ونصالٌ تكسرتْ على عتبات فشل الربيع العربي المثير, ولعل أصدق من يتحدث عن ذلك الشعار رئيس حزب تواصل محمد جميل منصور إذ قال في أكثر من خرجة إعلامية له: إن ذلك الشعار لم يكن موفقا أو لم تكن أرضيته قد نضجت بما فيه الكفاية ولم ولم .....!!!,
واليوم هاهو الرئيس محمد ولد عبد العزيز وبملء إرادته وكامل وعيه يدعو المعارضة الموريتانية وبجميع أطيافها ومكوناتها إلى الدخول في حوار شامل بدون قيد أو شرط وبدون خطوط حمراء سبيلا إلى التوصل إجماع وطني مكتمل الرؤى والمفاهيم, من أجل وضع خارطة طريق مجمع عليها وتعكس تطلعات الجميع لغد أفضل, ويرى كل ذاته ومصالحه من خلالها دون إقصاء أو تهميش لأيّ كان ومهما كان, والسؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح شديد: إذا كان الجميع يرغب في الحوار ويراه الحل المناسب بل والوحيد القادر على إخراج البلد من عنق الزجاجة كما يقولون فما كل هذا التلكؤ والمماطلة في التداعي إليه وقد تهيأت ظروفه [ولاة حين مناص!!؟] ألم يدعو رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بملء فيه نهارا جهارا من مدينة شنقيط كافة الطبقة السياسية في البلد إلى نبذ الخلافات العقيمة والتوجه إلى حوار كامل وشامل؟؟ أليس في وثيقة الوزير الأول يحي ولد حدمين الموجهة للمعارضة بشتى مكوناتها ما يشفي الغليل ويطمئن العليل؟ أليس الوزير الأمين العام لرآسة الجمهورية مولاي ولد محمد لقظف وقد كلف من طرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز بملف الحوار مع المعارضة محاورا مقنعا؟؟ ما الذي تسعى المعارضة أو بعض أحزابها على الأصح إلى تحقيقه من كل هذه المماطلات اللاّ متناهية؟ وما كل هذه الضبابية في الرؤى والمواقف التي تصدر عنها تباعا يا ترى!؟ وهل كانت دعواتها السابقة للحوار دعوات غير جادة كدعواتها للرحيل مثلا!, فلما وافقت الحكومة على الدخول في الحوار فورا وبدون قيد أو شرط, طفقت تتحجج بما لا يُقبل أو يستقيم من حجج وبراهين!!؟ ما الذي يجعل البعض يتوجس خيفة كلما أزفتْ لحظة الحوار!؟ هل عجزا عن مقارعة الحجة بالحجة؟ أم لحاجة في نفس يعقوب لا يستطيع البوح بها!؟ ختاما إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد دحرج كرة الحوار بقوة لا مراء فيها إلى مرمى المعارضة بكافة أطيافها وأكدت ذلك الحكومة في اجتماعها الأخير حيث أجّلت انتخابات مجلس الشيوخ إلى أجل غير مسمى انسجاما مع جو الانفتاح العام من الرئيس وأغلبيته على الحوار مع المعارضة بشكل كامل وشفاف, وتوج ذالكم الانفتاح العام على الحوار والمصالحة الشاملة بين الطيف السياسي في البلد الخطاب الذي ألقاه رئيس الحزب الحاكم السيد: سيد محمد ولد محم بالأمس القريب حيث دعا فيه إلى حوار شامل بين جميع الفاعلين السياسيين في البلد دون إقصاء أيٍّ كان, بشكل لا لبس فيه ولا مواربة, فلم يبق إذا إلاّ أن تلملم المعارضة بشقيها المعاهدة والمنتدى بكل مكوناته أمتعتها سعيا إلى حوار شامل وشفاف حوار طال انتظاره, وهاهو بعد لأيٍ قد تحرك قطاره, إن الحوار الذي يرغبه ويسعى إلى تحقيقه على أرض الواقع كل مواطن موريتاني أبي يدرك ما يحدق بوطنه من مخاطر جمة وغير مسبوقة, مواطن غيور وحريص على وطنه وحوزته الترابية أن تضام, وعلى أمنه وسكينته وسلمه الأهلي أن يرام, إن أيّ مواطن موريتاني على هذا المستوى من النضج والوعي التام بواقع بلده وما يحدق به, ولا يخامرني أدنى شك أنه لا يزال ببلاد المنارة والرباط خيرة من أبنائها لا تلهيهم الحظوظ الشخصية, ولا الإحساس بلأنا والنرجسية ولا ولا ولا...., عن أن يظلوا صمام أمان لهذا البلد ومقدساته وتعايشه السلمي وملآلاته, مهما تعصب المتعصبون, أو تقول المتقولون أو غفل الغافلون, أو أفك الأفاكون, إن الحوار الذي يرغب هؤلاء تحقيقه هو: حوار لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلاّ حققها ونقحها وهذبها وشذبها [ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيي عن بينة] حوار يكون مرجعية لكل الساسة في البلد ويكون حكما بينهم لهم وعليهم حوار يكون مقصوده الأول والأخير هو: صون الجمهورية الإسلامية الموريتانية في دينها وفي وحدتها وفي عدالتها وفي ازدهارها وفي ديمقراطيتها وفي تعايشها السلمي بين جميع أبنائها ومكوناتها لا فضل لعربيهم على عجميهم ولا لعجميهم على عربيهم ولا لأبيضهم على أسودهم ولا لأسودهم على أبيضهم إلا بالتقوى وفي نموها وفي أمنها وفي استقراها وفي سلامة أراضيها من أيٍ كان وفي الحفاظ على حوزتها الترابية من كل مكروه وفي وفي وفي.......هذا يا سادة هو الحوار الجدي والمجدي الذي نريده ونسعى بكل جهد إلى الوصول إليه, لا حوار المصالح الشخصية وتقسيم الكعكة والغنائم..., فقد مللنا وسئمنا وهرمنا جراء تلك الحوارات الممضة والمقيتة ووو..... والله ولي التوفيق وهو الهادي سواء الطريق
قال تعالى: [إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب]