بدأ والي لعصابه أيام قليلة بعد تسلمه مهامه بجولة داخل مقاطعات لعصابه يهدف من ورائها حسب ما هو معلن إلى التعرف على مشاكل السكان حيث زار بومديد وكرو وباركيول وكنكوصه واستمع إلى سيل من المشاكل سواء في مجال الصحة أو التعليم أو الحالة المعيشية ومشاكل النزاعات العقارية وغيرها.
ولا شك أن الوالي يعرف مشاكل هؤلاء السكان ولم يكن بحاجة إلى التنقل وإهدار شيء من مال الشعب، وليس من الوارد أن يبحث والينا عن المشاكل وهي أقرب إليه من الوريد.
ومن المفارقة أن أقرب شيء إليه كان مدينة كيفه التي تعيش مشاكل وأزمات لم تعرفها منذ نشأتها فعلى مستوى التعليم هنالك مدارس لا تعلم غير الكذب والجبن و الكسل وقد عزف عنها الناس فوجهوا أطفالهم إلى المحاظر أو إلى قاعات خصوصية لا نريد تسميتها بمدارس.
وفي المستشفى الوحيد تغيب أدنى درجات العناية و لا تتوفر أبسط المعدات الطبية وقد هجر الناس ذلك المرفق الوسخ المتهالك الذي لا يقدم غير الأنات وطول السكرات . و هاهي دكاكين أمل التي كانت تبيع القليل من الزيت والأرز للبسطاء تغلق أبوابها.
أما العطش فقد طرد السكان من منازلهم وجعل حياتهم جحيما وفي السوق تتصاعد أسعار المواد الغذائية كل يوم تطلع فيه الشمس .
أيها الوالي: تجول داخل مدينة كيفه ، تحدث إلى الفقراء ، سل عن الأسعار ، زر سونمكس أو مفوضية الأمن الغذائي .
أدخل إلى إحدى المصالح الجهوية بعد أن تسمي الله وتقرأ المعوذتين فهي أوكار موحشة تبعث الأشباح والكوابيس.
جول بصرك بين أخبية الفقراء في المطار وفي التميشه وحي أنتو وغيرها ،
ستكتشف أن الكارثة التي تعيشها ولايتك قد تحولت إلى مأساة.
أما أن تنطلق في موكب كبير بحثا عن مشاكل السكان فقد فعلها زملاء لك كثيرون ولم يورثوا بعد خروجهم إلا مزيدا من التردي ومراكمة المشكلات.