كعادتها تمضى وكالة كيفه للإنباء فى نشر كل ما من شأنه إنارة الرأي العام وتسليط الضوء على معانات ومشاكل المدينة التى يعرفها الجميع، والتى تعتبر الكتابة فيها من باب:( وقل لهم فى أنفسهم قولا بليغا...) ومما طالعناه اليوم على أعمدة الوكالة ما سطر حول واقع المستشفى المركزي بالولاية وحاله الموصوف بين ثنائية [شبح الموت] عنوان مقال الأستاذ بمركز التكوين المهنى بكيفه محمد الأمين ولد الحسين، (وخدمة الزوار) عنوان مقال للكاتب باب ولد شيخن مدير المحطة الجهوية بالولاية ، وقد عبر كل من الكاتبين المحترمين عن وجهة نظره، ولكل وجهة هو موليها، لكن وجهة المواطن البسيط بعيدا عن السياسة وألاعيبها، والأستذة وكاتبها، والإذاعة ومديرها، هي ذالك الهيكل الطبي المتآكل بفعل عاتيات الزمان والإهمال المتعمد، وهي وإن كانت وجهة محفوفة المخاطر لغياب الثقافة الصحية المبنية على النظافة داخل وخارج المستشفى، إلا أنها تبقى وجهة حتمية لانعدام خيار آخر ، و"، إذا لم يكن إلا الأسنة مركب = فما حلية المضطر إلا ركوبها.
هذا فضلا عن نوعية الخدمات الصحية المقدمة والتي كما أشرت فى مقال سابق لافضل فيها لعربي على عجمى إلابالزبونية والمحسوبية بشهادة الجميع ، وحتى لا أطيل وإن كان فى الموضوع متسع المقال، أقول باختصار: إن المستشفى المركزى بالولاية يفتقد فى مجال المنظومة الصحية لكل شئ إلا الروح الإنسانية التى يتسم بها بعض أفرد طاقمه وقليل ماهم إن وجدوا، وبالطبع تعتبر الروح الإنسانية عاملا مهما وضروريا داخل المستشفى وخارجه لكنها وحدها لاتسمن ولاتغنى من جوع فى مجتمع كمجتمعنا وواقع كواقعنا، إذا افتقد صاحبها الآليات الصحية، واسئلوا أهل الطب إن كنتم لا تعلمون......
فى مستشفى مدينة كيفه، حدث عن بيوت خاوية متآكلة، وأسارير طبية عفا عليها الزمن ، وأجهزة قديمة قدم المستشفى لم تعد صالحة للإستخدام ولاتستجيب لمتطلبات العصرالطبية الحديثة ، حدث عن فوضوية فى احترام الأوقات ونظام العمل، وحتى عن أضعف الإيمان غياب الإسعافات الأولية للمريض، وما حالة الأستاذ محمد الأمين ولد الحسين اليوم عنا ببعيد، وغيره كثير وكثير.....
إذا هذه حقائق مرة لايمكن لأحد من أبناء المدينة أن يتجاهلها مهما كانت الأسباب والمبررات ، وعلينا جميعا أن نعلم أن النقد وتبيان الحقائق والسلبيات التى تطبع واقع المجتمع ، ما دام هذا النقد يستند لحقائق موجودة فهو مهمة الجميع، ولايعنى ذلك بالضرورة نكران الإيجابيات إطلاقا، كما لاينبغى أن نلبسه ثوبا سياسيا، لأن الكل ينظر بعين مصلحة المجتمع وهى فوق الجميع ، والمعول عليه فيها بعد الله سبحانه وتعالى هو الإعلام والإعلام فقط وفى ذالك فليتنافس المتنافسون ولمثله فليعمل العاملون.