تفرجت الليلة على جانب من المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة ، ولعلها المرة الأولى . أعجبتني - والحق يقال - براعة وزير المالية الجديد في التصفيق ، الذي فاق فيه نظيريه وزير الاقتصاد ووزير الاتصال ، وإن كان لهذا الأخير باعه الواسع في المجال وأسلوبه الخاص وماركته المسجلة منذ عهد العقيد المغدور ، أثناء تقديمه واجب العزاء في وفاة العاهل السعودي رحمه الله تعالى ورحم خلفه الذي حل في رحيله الليلة واجب عزاء جديد قد يتكفل سفيرنا في المملكة بتقديمه . فالرئيس لن يخاطر ووزير خارجيتنا فتاة دون الأربعين ، وتلك تحتاج في عرفهم إلى محرم للذهباب هناك ....
لقد كان وزير المالية شاطرا في المغالطة حينما برر مضاعفة المزانية بترشيد الموارد فقط ، مستبعدا التفسيرات الأخرى أو الفرضيات التي استعرضها ، متجاهلا الطفرة جراء ارتفاع أسعار الذهب والحديد ومداخيل شركات التنقيب وإثقال كاهل المواطنين بالضرائب التي تضاعف بعضها مائة في المائة كالضريبة السنوية لبعض السيارات وغرامات المخالفات التي انتقل بعضها من 200 أوقية إلى 3000 أوقية وبعضها من 600 أوقية إلى 6000 أوقية ، إضافة إلى التخلي التام عن دعم المحروقات الذي أصبحت الدولة تجني كنتيجة له عشرات الملايين يوميا ، ضف إلى ذلك ريع بعض الصفقات المشبوهة كبيع السنوسي ، وابتزاز رجال الأعمال وكبار الموظفين السابقين وإجبارهم على دفع مبالغ طائلة ، كما حصل مع أهل انويكظ وأهل عبد الله 2009 ويحي ولد الوقف وزملائه في قضية (الخطوط الجوية الموريتانية) وبيجل ولد هميد ومبلغ المائة مليون أوقية ......... وزيرنا الشاطر تجاهل كل هذه المعطيات وظل يدور في حلقة مفرغة من التصفيق والتطبيل والتزمير ، لم يوقفه إلا رجع صدى صوت المميز سيدي ولد عبيد الذي ضاق ذرعا بمغالطاته ، مما استدعى تدخلا من المتمرس وزير الاتصال .
تعازينا القلبية للمملكة ولنا وإنا لله وإنا إليه راجعون .
من صفحة الكاتب على الفيس بوك