صدر مؤخرا عن مطبعة المنار بنواكشوط ديوان الشاعر والأديب الداه ولد سيدي الأمين ولد أحمد الكنتي بتقريظ للعلامة الباحث الشيخ الطالب أخيار بن الشيخ مامينا آل الشيخ ماء العينين وتقديم لفضيلة القاضي الدكتور الشيخ محمد عبد الرحمن ولد عبدي.
يقع الديوان في نحو من مائة وأربعين صفحة من الحجم المتوسط في ورق صقيل مزدان الغلاف بصورة لمسقط رأس الشاعر. يؤرخ الديوان لمرحلة هامة من حياة الشاعر وحياة وطنه تمتد من خمسينيات القرن الماضي حين اشتد الحراك الوطني المطالب بالاستقلال ووصل الوعي الوطني والقومي في بلادنا إلى مداه، مرورا بالاستقلال الوطني وما توالى بعده من أحكام مدنية وعسكرية،عرفتها بلادنا، وحتى أيامنا هذه. يتناول الشاعر في ديوانه الأغراض الشعرية التقليدية من غزل ووصف ونسيب ومجالس وإخوانيات وتصوف ومدح ورثاء . وتكثر أغراض مثل الغزل والوصف والمجالس في المرحلة الأولى من حياة الشاعر حينما قضى شبابه في ربوع ولاية تكانت فخلد لنا الكثير من ذكرياته في تلك الربوع التي كانت مسقط رأسه ومرتع صباه، والتي طالما تغنى بها الشعراء ووصفوا سحرها وجمالها .
وفي المرحلة الثانية من حياة الشاعر، مرحلة المدينة وممارسة المهنة نراه يصف متاعبه ومتاعب زملائه في مهنة القضاء التي عمل بها كل حياته المهنية بولاية لعصابه .وإذا كان خليل مطران في الأدب العربي الحديث يدعى شاعر القطرين ، لبنان ومصر ، فإن الداه بن سيدي الأمين بن أحمد يستحق أن يدعى شاعر الولايتين ،تكانت ولعصابه. ففي لعصابه وبحكم عمله في القضاء صحب الشاعر معظم مشاهير الولاية ووجهائها، كما عرف ناسها البسطاء وأحبهم. وفي ديوانه رثاء حار للكثير من العلماء والوجهاء والأمراء والشخصيات السياسية الكبيرة من هذه الولاية .
في ديوان الداه بن سيدي الأمين بن أحمد يجد القارئ غزلا عفيفا وتصوفا واصلا ووطنية لا غبار عليها ووفاء صادقا لأصدقاء تركوا عالمنا، فهو مما يقرأ في زمن كزماننا قل فيه الوفاء وسيمت الوطنية ./.