بدأ زعيم المعارضة السيد الحسن ولد محمد تحركاته مع مطلع السنة الجديدة، حيث التقى بالسلطة ممثلة بالوزير الأول يحي ولد حدمين وزعيمي كتلتي المعارضة المنتدى والمعاهدة، أحمد ولد داداه ومسعود ولد بولخير. وفهم محللون من هذا التحرك، بالإضافة للقاءات ولد بولخير المتكررة لولد عبد العزيز، بداية لمسار سياسي تريد عن طريقه زعامة المعارضة بشكلها الجديد أن تحرك المياه الراكدة، وترسم لها موقعا في الخريطة السياسية الوطنية. فهل سيستطيع زعيم المعارضة الجديد أن ينجح في تقريب وجهات النظر ما بين الفرقاء السياسيين، ودفعهم للاتفاق علي خريطة سياسية قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي قرر الوزاري إجراءها في مارس المقبل؟ لايستبعد بعض المراقبين أن ينجح الحسن ولد محمد بهذه الخطوة في تغيير الطرح والتقريب بين الفرقاء السياسيين الذين وإن جمعتهم معارضة نظام ولد عبد العزيز، فهم يختلفون في الرؤى والتصورات. وإذا لم ينجح الرجل في هذا المسعى، فمن المؤكد أنه سيعمل على رسم خريطة سياسية جديدة تأخذ من أحزاب المنتدى والمعاهدة، ما يقوى من نفوذ زعامة المعارضة التي رفض ولد بولخير الدخول فيها، رغم أن أقدامه ظلت راسخة هناك من خلال وجود أحد أحزاب المعاهدة الرئيسيين متمثلا في حزب الوئام الذي يرأسه بيجل ولد هميد. وإلي جانب كتلة المعاهدة فإن الزعيم الجديد سيستميل حزب تواصل الذي خرج من عباءته لقيادة مؤسسة المعارضة، وأحزاب أخرى لديها روابط وعلاقات وطيدة مع نفس الحزب، وترى نفسها خارج اللعبة السياسية بشكلها الحالي، حيث لم تكتب لها الفرصة للمشاركة في انتخابات تمنحها مكاسب لدى الرأي العام الوطني، وهي لن تتوانى عن استغلال أول سانحة تضمن لها صيانة ماء الوجه والمشاركة بأقل قدر ممكن في المشهد السياسي . وبالتالي فإن كل هذه المؤشرات توحي بأن حوارا سياسيا في طريقه للانطلاق، والسؤال الرئيسي ينصب حول تحديد أطراف هذا الحوار، هل هم الأطراف الحاليين أم أن هناك أطرافا أخرى قد تنجح تحركات زعيم المعارضة في تمايزها؟. -