رغم الحملة الصاخبة التي رعتها وزارة الشؤون الإسلامية خلال التحضير لموسم الحج هذه السنة، من أجل التباهي بأن كل الإجراءات تم اتخاذها لتوفير الراحة لحجاجنا وتقديم مختلف أشكال الرعاية لهم، فإنه يمكن القول بأنما تعرضوا له من إهمال ومعاناة خلال هذا الموسم كشف عن درجة عالية من رداءة الإجراءات وضعف التنظيم إن لم نقل غياب المسؤولية.
فمن الفوضى الملاحظة في إجراءات نقل الحجاج إلى اضطرارهم اليوم للسير على أقدامهم من مكة إلى منى أو دفع مدخراتهم (40 ألف أوقية للحاج من أجل تأجير وسيلة نقل) بعد اختفاء "الناقل السعودي المتعاقد مع الوزرة"، مرورا طبعا بعملية طردهم المذلة من مكان إقامتهم في المدينة في ظروف أقل ما يمكن أن توصف به أنها مثيرة للشكوك حول كفاءة وجدية مسؤولي الوزارة المكلفين بالملف.
هذا الوضع بالإضافة إلى ما تسبب في من متاعب، أربك الحجاج وجعلهم قلقين مما يمكن أن تخبؤه لهم الوزارة في قابل الأيام، كما طرح تساؤلات حول ما الذي يعتزم الوزير أن يفعله مستقبلا بعد ارتكاب أخطاء محرجة وخطيرة في حق الحجاج. هل سيقدم الوزير استقالته متحملا مسؤولية أخطاء طاقمه؟ هل سيكتفي بتقديم أحد أفراد طاقمه كبش فداء؟ أم أن الأمر سيمر بهدوء وكأن كل هذا التهاون لا يستحق الاهتمام؟
أقلام حرة