لا نريد إثارة النعرات؛ولا ترويجها ؛ وإنما نريد التنبيه على اعوجاج إدارتنا؛ قبل فوات الأوان ؛ وإقامة معوجها؛وعلاج خللها؛ وهذا أمر لا يحتاج إلى كثير عناء ؛ و لا رصيد أموال طائلة ؛ وإنما ضرورة إصلاحها تكفيه جرة قلم ؛تنظم الترقية داخل أسلاك التعليم ؛ وحتى لا يبقى اجتهادها لكل من هب ودب ؛ وتحت سلطته التقديرية .
نرجوه قانونا سريعا ينظم الترقية؛ و صارما من جهاته الوصية؛حتى يتم به تدارك التململ؛ الذي بتنا نعيشه ؛ ونشعر به بين أخوتنا في المهنة ؛ ونسمعه من فلتات ألسنتهم؛ وخاصة بين بعض شرائحنا .
نريده قرارا نافذا ؛ قبل أن يتسع الخرق على الراقع ؛ في هذه السنة التي قال الرئيس إنها سنة متميزة ؛لا يعقل أن يترك الحبل فيها على القارب ؛ لكل مسئول يطرق وزارة التعليم ؛ يصبغها بصبغته الخاصة ؛ ويقلبها رأسا على عقب ؛ متى شاء ؛كما هو ملاحظ في لوائح التحويل في عهد وزيرنا الحالي؛التي غالبا ما ينزعها عرق واحد !.
ونفس السياسة مرصودة في إداراتنا الجهوية ؛ فكل مدير يختار حسب مزاجه أفرادا من إدارته الجهوية؛ يقترحهم للترقية ؛وكأنها أوامر عليا ؛ أو توجهات رسمية !.
شاهدوا معنا أفراد إدارة التعليم بولاية لعصابه ؛لا يجمعهم إلا لون مبنى إدارتهم ؛إلا ما ندر؛فإن شئتم فقولوا جمعهم جذع غليظ من الوساطة والوجاهة والرشوة. فأما الذين أشرفوا على التقاعد فهم منسيون منها ؛وجل المعلمين الأكفاء من جميع الشرائح أيضا مغيبون عنها؛ ومن ليس عندهم نافذ في الوزارة محرومون من ولوجها.
هذه أمور تثير السخط والاشمئزاز في نفوسنا ؛ وتولّد روح البغض والكراهية بيننا ؛ وتوفر غرضا للذي في قلبه مرض .
فحين يشيب رأسكم في خدمة وطن ؛ و تمتلكون كل كفاءة بشهادة جهاتكم الرسمية ؛ ولا يشفع لكم ذالك في الترقية والمكافئة؛ ويُرقُّى غيركم على أساس الوساطة والوجاهة والرشوة ؛فما ذا ننتظر منكم؟! ؛ إلا الجهر والصراخ ؛ومكاشفة المعنيين بما يجري من غبن وإقصاء ؛ و البوح لهم بأن الظلم فاش ؛ والعدالة صارت أثرا بعد عين؛ أما التصفيق والتهليل وغض الطرف فأمر بعيد المنال ؛ ولا ينتظره منكم عاقل ؛بل نخشاكم أن تركضوا وراء الغاوين . فهل من جرة قلم تعالج هذا الخلل ؟
غالي بن الصغير
22005898