أصدر الأستاذ الداه محمد الأمين الولي مؤلفا بعنوان " معالم في تاريخ شنقيط (محظرة أهل كباد النشأة والتأثير). ويتناول هذا الكتاب تاريخ المحاظر في لعصابه وخارجها. و استهل المؤلف كتابه بتقديم ننشر لقرائنا الكرام جزء منه وسيعرض هذا الكتاب النفيس في المكتبات قريبا
مدخل تاريخي
إذا كانت البداوة صفة من الصفات التي يمر بها الكثير من الشعوب في نشأته فإن الإنسان قل ما تجده مجردا من كل القيم الحضارية تلك القيم التي قد يكون مصدرها التأثر برسالات سماوية أو فلسفات بشرية إلا أننا لا نهتم بحديث مفصل في هذا الموضوع فغاية ما نسعى في الوصول إليه هو المساهمة في الكشف عن الطريقة التي مكنت من بناء الثقافة الإسلامية في بلاد شنقيط فتوضيح هذه الطريقة يمكن القارئ من استيعاب بعض الإشكاليات المتعلقة بموضوع هذا العمل .
و لا شك أن الباحث في هذا المجال سيصل في بعض المراجع إلي أن الإسلام دخل البلاد منذ عهد قديم لا أننا لو استثنينا محاولة الإمام الحضرمي و ما رافق الرباط في جزيرة "تيدره" وما شاكل ذلك نجد مرحلة طويلة خلت من حديث مفصل يروي أو تعليق مؤرخ مكتوب عن تفاصيل استقبال الثقافة الإسلامية في هذا البلد.
و إذا كانت هناك استثناءات في بعض الجهات فإن المنطقة التي ينتمي إليها موضوع هذا البحث و الفترة الزمنية التي ولد فيها نأيا عن الناظر بشكل يثير التساؤل. فإذا كان الإسلام و صل هنا منذ القدم فإن فترته الأولى ظلت مجهولة أو غاب الكثير من تفاصيلها.