لا للتطرف ، ولا للخطاب المتطرف، هي شعارات جميلة خصوصا عندما تنطلق من حناجر الإعلاميين في ندوة بانوا كشوط.
إن رفض الإعلاميين للتطرف لا يمكن إلا أن يرحب به وأن تبسط له الآذان والقلوب، سواء كان هذا الرفض مجرد خطاب على منبر، لا يتوافق مع ما تجود به الأقلام والبرامج التلفازية والإذاعية بشكل يومي، ذلك أن التطرف مفردة شيطانية، يتاح لكل ذي نفس أن يعلن عليها الحرب.
لكن التطرف يبقى وصفا عائما ومطاطا وقابلا للتدوير خصوصا في بلد عاجر عن توفير العدل والمساواة لأبنائه، كما أن هذه الندوة الإعلامية جائت محاكمة للحقوقيين المعتقلين في روصو ، من قيادات الحركة الإنعتاقية "إيرا"، بل إن الندوة انعقدت عشية محاكمة بيرام ورفاقه. لقد تجاهل السادة الإعلاميون أن التطرف هو أن يكون للدولة وأجهزتها وأذرعها لون واحد. وأن يكون للأمن والمال والقضاء والدبلوماسية لون واحد رغم تعدد وتنوع مكونات الشعب.
التطرف هو أن لا تحزن الجمهورية لاغتصاب وحرق فتاة قاصرة، التطرف هو أن تمتزج دموع أم زينب بمكياج بنت الرئيس .
التطرف هو أن لا ينظم الإعلام ندوة لمناصرة الحقوقيين المعتقلين.
نحن في بلد لا تأخذ فيه الأشياء أسماءها : فالوقوف ضد العبودية مناصرة لإسرائيل، والتملق للجنرال السباعي الشريف صلاة على النبي المصطفى.