قد يستغرب البعض دخولي هذه المرة الأولى من نوعها في خصوصيات مقاطعتي وأهلي الأقربين ( باركيول) التي عرفت بالتغني عليها وذكر محاسنها، أو التذكير بأصحاب الكفاءة بها لعلهم يجدون من يحس بهم أو يزيح عنهم ستار التجاهل ، بقلم يهتم بالأشياء الكبرى مثل قلمي الذي تستوقفه أحيانا الأشياء الخصوصية، كالضياع الذي يعيشه السكان في مقاطعة باركيول وأنبتات الصلة بينهم والنخبة التي تقتات على حسابهم، الشيء الذي سيجعل قلمي هذه المرة مشاكسا للبعض من داخل البيت الباركيولي المحبوب عندي - بدون شك - والمفتونة به حتى الثمالا، لكن تذكيرنا بنواقصنا وهفواتنا وهشاشتنا البشرية الفطرية شيء لا يأتي إلا من ناصح أمين " وقد يبقى الودّ ما بقي العتاب" كما قال المتنبي قديما .
فمن ما لاشك فيه أن مقاطعة باركيول قد حظيت في عهد السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعناية هامة تستحق الإشادة والتقدير والتثمين " ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله" وتتمثل في تشيد الطريق والإنارة وبرمجة أنابيب مياه سد " فم لكليت" لتوفير الماء الصالح للشرب وكذلك الإصلاحات الأخرى ، أما على مستوى توظيف الكادر البشري من أطر وتعينات فإن الامر أيضا قد تحسن بحصولنا على وظائف مهمة مثل قنصل وأمين عام إحدى الوزارات وكذلك مدير المعهد التربوي ومدير السجون ومدير المساجد ومفتشون ومستشارون ....
فرغم وجود شيء بيّن من الحيف في توزيع الوظائف وتركيزها على طرف واحد فإننا قد رضينا بها لأنها عناية مقدرة من فخامة رئيس الجمهورية ، وكذلك استجابة واسترضاء لنا نحن الذين سبق لنا وكتبنا وعبّرنا عن عدم رضانا عن تجاهل أطرنا ، ونتيجة لما كتبنا كانت الاستفادة للذين آثروا الصمت السلبي أو الذين كانوا في منفاهم الاختياري ينتقدون قيمنا وحضارتنا وحكومتنا وشعبنا عن بعد...!!!
وانطلاقا من هذا كله كان من المفترض أن يحظ برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الطموح - الذي حول المنطقة من مثلث الفقر إلى مثلث الأمل- بتقديم يتناسب مع حجمه وإبراز مضامينه المتميزة وشرحه وعناية به وتقريبه للجماهير من طرف نخبة الأطر والمنتخبين الذين استغلوه واستفادوا منه، كما استفادوا أيضا منا نحن أصحاب الأقلام الذين أزحنا عنهم غطاء الخمول ....
ونتيجة للقطيعة شبه المتعمدة بين المنتخبين ونخبة الأطر من جهة والقاعدة الانتخابية من جهة ثانية فقد تضرر حزبنا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في الاستحقاقات البلدية الماضية بخسارته لخمس بلديات من أصل ثمانية، والبلدية المركزية لم نحصل عليها إلا بشق الأنفس وفي الشوط الثاني ، ومن المعلوم ضرورة أن البلديات هي الصورة الحقيقية للقاعدة الانتخابية ، وأما نيابيات السنة الماضية أيضا فقد كانت حملتهم باهتة ولولا الاستخدام المفرط لقيمة السيد الرئيس عند أهل المقاطعة لخسرنا أيضا النيابيات ..
أما الرئاسيات فقد كانت مقاطعتنا أسوأ نتيجة حصل عليها السيد الرئيس بولاية لعصابة بسبب ضعف التحسيس وعدم اهتمام المنتخبين والأطر بشحذ همم الناخبين وعدم إعطاء القضية حجمها الذي تستحق الشيء الذي أنعكس سلبا على نسبة المشاركة التي لم تصل إلى نسبة 50%...!!!
وخلاصة لما سبق يجب على حزبنا أن يبادر إلى النظر في قضية هذه المقاطعة الكبيرة والمترامية الأطراف والتي تعيش انفصاما شبه تام بين منتخبيها وأطرها من جهة وقاعدتها الشعبية من جهة أخرى خاصة ونحن نستعد لحملة أنتساب شاملة وتجديد للهيئات الهرمية والقاعدية لحزبنا لكي يستعيد مكانته اللائقة به ويواصل صعوده في هذه المقاطعة التي تزخر بمقدرات تنموية وقدرات بشرية ذات قيمة كبيرة ، من أجل تجديد ضوء الأمل الذي وضع فخامة رئيس الجمهورية حجره الأساس في لحظة هامة من تاريخنا المحلي....
وفي الختام أطمئن البيت الداخلي لمقاطعتي أن هذه مجرد دردشة من الداخل قد اخترنا لها أن لا يكون صوتها خافتا جدا بل فقط " لتسمع نفسها ومن يليها " .