يثير تصاعد نفوذ الجماعات الإرهابية في إقليم أزواد بشمال مالي، الذي يضم مناطق كيدال تمبكتو وغاو، مخاوف أوروبية وأمريكية ومغاربية من تكرار تجربة أفغانستان في منطقة الساحل، وما يترتب عنها من تهديد للأمن والاستقرار العالميين.
ولم تنتظر الجماعات الإرهابية لتكشف عن نواياها من خلال السيطرة على بعض الأقاليم في شمال مالي وتعيين أحد أبرز الأمراء في تنظيم القاعدة بالصحراء يحي أبو الهمام، الذي ينحدر من تلمسان واليا على تمبكتو.
وأمام هذا الوضع والمؤشرات التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على سيطرة القاعدة بإقليم أزواد بادرت دول غربية منها الولايات المتحدة وفرنسا حسب مصادر موثوقة للشروق بارسال معدات عسكرية جديدة لحكومتي مالي والنيجر، هذه الأخيرة التي يمسها المد الأزوادي . وتتمثل الأسلحة التي أرسلتها الدول الغربية في صواريخ موجهة ومعدات رؤية ليلية ومعدات عسكرية أخرى حديثة للرد والتصدي لمد القاعدة في الساحل الإفريقي.
وقد تقدمت دول أوروبية بطلب رسمي للحكومة الموريتانية بغرض إنشاء قاعدة عسكرية أوروبية في شمال موريتانيا، في وقت أبلغت كل من فرنسا وبريطانيا الدول المغاربية قبل نحو أسبوع عن قلقهما المتزايد مما يحدث في شمال مالي وتصاعد النشاط الإرهابي.
كما ناقش مسؤولو المخابرات العسكرية بدول المغرب العربي في اجتماعهم الأخير التهديد الذي باتت تشكله الجماعات الإرهابية، وقرروا تشكيل لجنة رفيعة بالتنسيق مع مالي والنيجر لملاحقة الجماعات الإرهابية وحصارها.
للإشارة كانت حركة الأزواد قد أعلنت عن تشكيل دولتها من جانب واحد بعد سيطرتها الميدانية على الإقليم، قبل أن تنفلت منهما الأمور وتتحكم حركة أنصار الدين المرتبطة بتنظيم القاعدة بشكل مباشر على غاو وتمبكتو وتحتفظ الأزواد بكيدال.
المصدر الشروق الجزائرية