أهي سنة تعليم حقا أم هو شعار كمثل الشعارات الماضية كرئيس الفقراء والمحرومين ومحاربة المفسدين ورئيس الشباب وشعار النظافة وتشجيع الزراعة، كل هذه الشعارات ملها المواطن من زمن المعرفة للجميع وحملات محو الأمية والمطالعة وحملة الكتاب إذ لم يلمس الشعب منها سوى الإقصاء
والتهميش ولم ترجع عليه بنتيجة ملموسة.
إن الواقع المزري والتدني الملحوظ والمحسوبية والزبونية المخيمة في قطاع التعليم بشكل عام يستوجب منا وقفة حقيقية من أجل فك اللغز وإيجاد حل فعلي لتلك المعوقات، التي من أهمها تدني مستويات الأجيال الناتج عن رداءة المناهج التعليمية والقائمين عليها، رغم انتشار ظاهرة التعليم الخاص الذي يبسط ذروته على واقعنا، وقد نتجت عنه معوقات جمة فنحن شعب متعدد الأعراف والأعراق ومتباين في المستويات وتلك سنة الله في خلقه ولكن تبقى هيبة الدولة ومكانتها الخاصة هي ملك للمواطن تقوم على صحته وأمنه وتعليمه، فمثلا هل يعقل أنه في داخل مؤسسة تعليمية عمومية في عاصمتنا يصل عدد الأبناء في القسم إلى سبعين تلميذا وفي حجرة ضيقة وجلهم من أبناء الطبقات الهشة وأمام معلم أو معلمة تفتقر غالبا إلى المقومات العلمية والنفسية، وكثيرا ما تتغيب لحاجة في نفس يعقوب مما يحدو بالمدير إلى إرجاع الأبناء إلى أسرهم تارة وحبسهم تارة أخرى داخل القسم ليتولى أكبرهم الرقابة عليهم، وقد تحدث أحيانا مشاجرة مما يؤدي إلى مشاكل أسرية بين الأسرتين المدرسة وأهل التلميذ ويحيد المسار عن الطريق الصحيح الذي من أجله وجدت المدرسة، ناهيك عن انعدام المقاعد في بعض الأحيان وانعدام الماء والأمن داخل المؤسسة نفسها مع أن الدولة تنفق الكثير كل سنة على ميزانية التعليم رغم أن نسبة التفوق والنجاح بين التعليم النظامي والخاص متباينة جدا، فبين ازدواجية التعليم الخاص والنظامي يحدث شرخا في منظومتنا الاجتماعية واستجلاب ثقافات وافدة يتلقاها الأطفال في سن مبكرة دون رقابة على مناهج التعليم في المدارس الخصوصية مما يساهم في اتساع الهوة الطبقية المقيتة، فقد نجد في بعض الأحيان مدارس يرتادها عنصر معين بلونه فقط بعيدا كل البعد عن لغتنا الأم العربية ومبادئ ديننا الحنيف وحتى لهجاتنا المحلية، ونلاحظ التباين الفعلي في المستويات المادية بين مرتادي التعليم الخصوصي والنظامي فلكل مدرسة سعرها الخاص.
وإذا كان الحال هكذا في عاصمتنا ومدننا الكبرى فما بالك من واقع التعليم في الأرياف النائية التي تنعدم فيها مقومات الحياة من ماء صالح للشرب وإنارة وبنية تحتية مما يزيد من مشاكل المدرسة والمعلم والأسرة التربوية بشكل عام.
أحقا في سنة 2015 سنتجاوز كل المعوقات وسيجد المعلم والتلميذ والأسرة على حد سواء الظروف الملائمة من أجل إيصال رسالة العلم والعمل وأن نواكب من حولنا من الدول التي لا تختلف عنا من حيث الموارد؟