السيد الرئيس كنت قد كتبت لكم في مقالين سابقين، ووجدت منكم آذانا صاغية وردة فعل شافية ففي رسالتي المفتوحة الأولي اشتكيت لكم من تهاون النظام بملف الأمن والإرهاب وقد وفقنا الله بوضعكم لخطة دفاعية جعلت من بلدنا مرجعا لمكافحة هذه الظاهرة ألفتاكة فجزاكم الله خيرا، عن كل نائم على كل شبر من هذا الوطن ينعم بالأمن والسلام. وفي الرسالة الثانية كتبت لكم عن الاستنزاف غير المبرر لثرواتنا المعدنية، فشكرا لكم كذلك على السياسة التي تم العمل بها لاحقا.
أما اليوم فكان بودي أن أواصل شكري وسردي للإنجازات المعتبرة التي وفقكم الله في القيام بها، إلا أنني قادم من مدينة كيفة !!!. والقادم من تلك المدينة، ليس في ذهنه ولا يمكن له أن يعبر أو يكتب إلا عن أسفه التام، لما آلت إليه الأوضاع في هذا الربع الغالي من الوطن. فمشكل المياه وحدهن يكفي تبريرا لما أنا عليه من الأسف والحزن. فإهمال كيفة من قبل جيع الحكومات المتعاقبة بجميع قطاعاتها دون استثناء، جعل منها مدينة تكنى بمدينة القمامة والعطش. هذه المدينة التي أملت منذ خطابكم الأول أن ينجلي عنها ليل الظلم والإهمال لم تجد في السياسات المعمول بها حاليا سوى السير نحو غد مظلم لا يوجد فيه بصيص أمل في حل المشكلات المطروحة.
اسمحوا لي إن كنت قاسيا في العبارات لأن سكان ثاني أكبر مدينة في موريتانيا ذهب بهم العطش ومعاناة البطالة والقمامة إلى اليأس والإحباط.
السيد الرئيس كيف بإمكاننا أن نتقبل من أي برنامج تنموي إنشاء مدن من العدم وبذل الثروات الهائلة من أجل استقطاب الساكنة إليها، في حين أن مدينة بحجم كيفه وبتاريخها لا تنال أبسط الحقوق للاستفادة من الخدمات العمومية.
سأحاول أن اختصر في طرحي، فكيفه مهددة بنزوح كبير لساكنتها إلى المجهول ؟ فإن لم توضع آلية فعالة من أجل حل مشكل العطش الذي أصبح كابوسا يؤرق كل من شاءت له الأقدار أن يمر من هذه المدينة، فإن النتائج ستكون غير محمودة. وأقترح لحل هذه المشكلة ولو مؤقتا دعم الآبار الموجودة حاليا بربط شبكة مع البحيرة الموجودة شمال شرق المدينة (افريْكيكه... الخ).
وأقترح دون أن أنسى حلا عاجلا لمشكل البطالة في كيفة التي أثبتت الإحصاءات أنها بلغت 97% في الشهر الجاري...
حلاً جذريا لإستفحال ظاهرة القمامة –أكرمكم الله فلا بد من إنشاء مكب يستجيب لحجم المدينة ولو من المواد المحلية.
وفي الأخير تأكدوا سيادة الرئيس أن أهل كيفة لن يقطعوا الطريق من أجل سقايتهم ، ولن يتظاهروا أمام قصركم من أجل تشغيلهم ، لأنهم على يقين تام أنهم سيجدون آذانا صاغية لمطالبهم، بحكم معرفتكم لأهمية هذه المدينة، وبالدور الفاعل لساكنتها في ترسيخ مفهوم الدولة ا العصرية..