المتتبع لمستشفى كيفه يلاحظ النقص الفادح و الخدمات الرديئة التي تشهدها هذه المؤسسة من خلال التجهيزات و الخدمات الطبية والأدوية ، مثل قسم الحالات المستعجلة الذي يشكو فقدان الأسرّة والكراسي و المعدات الأولية المصنفة للعلاج إلى جانب غياب الأدوية ، ناهيك وأن مدخل هذا القسم لا يوحي إليك باستقطاب الحالات الاستعجالية حيث تقضي طول الوقت دون الحصول على سرير ولا على طبيب لتشخيص حالتك المرضية بل إنك لن تجد في استقبالك غير أحد تلاميذ مدرسة الصحة الذي يجتهد معك في البحث عن مكان اختباء الطبيب الوحيد المعني بالحالات الاستعجالية والمكلف بمعالجة كل الأمراض ، و عندما يتقدم المريض للكشف عن حالته يتسلم وصفة لشراء الأدوية من الصيدليات الخارجية لأن صيدلية المستشفى قلما تجد بها حاجتك من الأدوية ... هذا ما جاء على كل ألسنة المرضى أما حالات الوفيات فإنها متعددة بصفة كبيرة يوميا جراء الإهمال الطبي .
لقد أصبحت هذه الأقسام لا تقدم الخدمة المرجوة للمواطن وأصبحت خدماتها منعدمة وبات المواطن يتذمر من خدماتها التي أضحت تؤرقه يوميا أما إذا نظرنا إلى إقامة النزلاء والمرضى فإنهم يتذمرون من عدم الرعاية والعناية من قبل الممرضين باعتبارهم يحلمون بأنهم بين أيادي «ملائكة الرحمة» وليس ملائكة النقمة .
لقد بات واضحا من خلال الإهمال الذي يعاني منه المستشفى الحالي وانتشار العيادات الخاصة التي يعطيها الأطباء اهتمامهم وجل وقتهم أن هؤلاء الأطباء بدؤوا يسابقون الزمن لأخذ مواقعهم في المستشفى الذي لا يزال قيد الانجاز.