بدو أن الفساد الذي صك مسامع الجميع في عهد الرئيس الحالي ، حيث تستغرق قضايا وملفات ثقيلة تحقيقات تصل إلى عدة سوات ، وتغيب بعدها بين أروقة المحاكم ويهرب من يهرب من متهمين ولا أحد يتحرك، ولو كان من له السلطة كاملة ليضرب بيد من حديد كل الفاسدين، ولو كانوا من حاشيته وأتباعه ومستشاريه؟
وبالفعل فالمال يصب في كل الحسابات البريدية والبنكية لملايين الموظفين ومعه الزيادات والعلاوات، لشراء السلم الاجتماعي، ولإدانة الجميع بفساد أخلاقهم وبحثهم عن المال فقط .
وخير دليل على ذلك سلسلة الاعتقالات الأخيرة في صفوف بعض محاسبي الخزينة العامة للدولة وشركة المياه كشفت عن اختفاء أكثر من 30 مليار أوقية لحد الساعة..
واعتبرت بعض المصادر أن اختلاس مبالغ بهذا الحجم من بعض الإدارات الجهوية للخزينة العامة للدولة وممثليات الشركة الوطنية للكهرباء صوملك في الداخل، مدعوم برعاية رسمية بعض النافذين، وليس القبض على موظفين صغار سوى بهدف التغطية عن تلك الرؤوس الكبيرة، بحسب وصف المصادر..
وأكدت المصادر ذاتها أن ما تم الإعلان عنه بخصوص هذا الملف مجرد "غيض من فيض" من "الفساد" الذي ينخر المؤسستين في ظل غياب تام لإدارات مفتشية الدولة بالداخل.
مما يوحي بأن محاربة الفساد ما هي إلا ذر للرماد في العيون، ولا هي حرب على الفساد ولا هم يحزنون؟