احتشد المئات من سكان مدينة كيفه يوم أمس عند المنصة الرسمية قبالة دار الولاية لحضور حفل رفع العلم ، وقد تواردوا على المكان عفويا وبكل غبطة وحيوية ، فهم يعيشون أغلى يوم في عمر البلاد ، جاءوا من كل حدب وصوب رغم اختلافاتهم السياسية والفكرية وتباينهم الاجتماعي والعرقي .
رفع العلم الوطني خفاقا في سماء كانت صحوة تحركه نسائم أول الشتاء في ضحى معتدل ولطيف.
كان المشهد رائعا ، تعالت الزغاريد وغنى الحاضرون بالنشيد الوطني وارتفعت الشعارات الممجدة للجمهورية ، المخلدة لأبطال المقامة.
كانت بالفعل لحظات وطنية بامتياز تجلت فيها عظمة الأمة عندما تلتحم لأمر يهمها كافة ويوحدها جميعا فتتناسى أعراقها وأجناسها وأحزابها فتعيش ولو قيلا لحظة تتنظف من دعايات السياسيين وكذب المتملقين والنفاثات في الوحدة .
غير أن ذلك الجو الاستثنائي سرعانما دمره خطاب متملق وسخيف ومنحط إلى أبعد الحدود، خطاب مله الناس فلم يعد له نفع على الآخرين وضرره حصر على صاحبه.
فما معنى أن يتدخل شخص في هذا اليوم فيخطب باسم حزب معين ويملأ المكان ثناء تافها على الحزب والرئيس.
لقد استاء من ذلك الخطاب كل الحاضرين المنتمين لحساسيات وأحزاب أخرى فهم لم يلجوا المكان لغير تخليد اليوم الوطني وهمس يعضهم إلى بعض بالانسحاب .
لقد كان حريا بوالي لعصابه وهو الذي يترأس هذا الحفل أن يعلن نقطة نظام فيفهم الخطباء بأننا في يوم أرفع من الاتحاد من أجل الجمهورية وأسمى من ولد عبد العزيز وهو الذي جمع هذا الجمهور العريض المتدفق بالعواطف الذي يعيش لحظة صحوة ضمير ينبغي أن لا يكدرها أي متملق.