رغم تخطيها لسن الخمسين بأربع عجاف، خطَّتها أنامل الدهر فوق جيدها الناعم، ثيب تعاقب على خدرها الكثير من حملة النياشين رغم سنها الفارط في كل شيء، وإن صح منها العزم أن تكون الأم الجميلة الساحرة لشعب الملايين الثلاث.
سنون مضت ولم تعد الأم تبالي بذكرى ميلادها لفرط تجاوزها ما تعنيه، وهي التي دأبت أن تستغلها في الحنو على أبنائها ممن رزقهم الله ذلك الشرف ..!
ربما استخفت بالقريب أو أساءت التقدير فحضر الكثير ممن لا يستحقون وغاب الكثير ممن يستحقون !.
كيف لأم الشعب أن تستثني من حملوها نبضا ودما عن وعي تام بجهدهم من التكريم ولو على عجالة من حيز الثامن والعشرين نوفمبر ؟!
أتراها تناست من ذوي الرتب العقيد الحرسي المتقاعد صاحب الستة والثلاثين عاما من عمر الخدمة العسكرية الإفتراضي محمد سوغو فارا ؟!
أتراها تناست من حول كلمات نشيدها إلى سيمفونية دأبت على سماعها تحت رفرفة الوان وشاحها الزاهي ؟!
كتاب المغيبين من ذكرى الوطن وحده سيذكره، وستبقى "فان فار" تذكر من غُيب عن وطن بكامله قسرا تحت وقع الموسيقى العسكرية ..!
عيد استقلال مجيد ..
تحية لأبناء هذا الشعب...تحية لأبنائنا المرابطين على الثغور...تحية لحماة الوطن