أيها القارئ الفطن والسامع الذقن إني أحيطك علما بقصة وقعت لي اليوم في مستشفي كيفه مؤلمة تستدعي مني ومنك أن نقف معها بتعاطف وتآزر، وهي أن مستشفانا تبرم فيه صفقات تقشعر منها الأبدان علي الموظفين دون علمهم يدفعون مبالغ كبيرة لعلاجهم في المستشفي في حين ماهي إلا تحايل منسق بين مسير المستشفي والجراحين من جهة وصندوق التأمين الصحي من جهة أخري ونهاية المأتم من يعالجك هو ممرض يعمل كمساعد في جناح العمليات وهذا النوع من الكذب اصبح ديدن بعض الجراحين في كيفه وأنا على يقين أن هذا النوع من التحايل يزداد كل يوم . وينطبق الأمر ذاته على الفحوصات والمخابر داخل المستشفي لأن القائمين علي هذه الأمور يلعبون بمشاعر الناس ويضللونهم بدعايات خاطئة كاذبة، مفادها أنهم يعملون بشفافية . هذا الاستغلال الخبيث جعل المرضي والمعاودون يشعرون باشمئزاز شديد فعَقدَت العزم على مقاضاة هؤلاء المسئولين أمام القراء
وإليكم القصة كاملة توجهت اليوم صحبة طفلة صغيرة قد اصيبت يوم السبت الماضي في أصبع قدمها اليمني بسبب تحطم حاوية ماء داخل المنزل وقفنا رفقة عشرات المرضي المتجهين إلي الجراح الموجود في غرفة مجاورة لجناح العمليات وبعد انتظار طويل واتصالات كثيرة بواسطة الأقمار للتوسط والوساطة والغريب تصوروا أن آخر متصل عليه للشفاعة لنا فتاة في المدينة دخلنا ونظر وفكر وقدر وأجزم وكتب في الورقة الصغيرة عليكم بإجراء فحص بالأشعة الراديو وبعدها أعيدوا إلي النتيجة لأقرر ما أفعل توجهت لاستكمال الإجراءات لأنني موظف ولي دفتر التأمين الصحي وبعد استكمال الإجراءات داخل مقر الصندوق بالمستشفي توجهت إلي الصندوق لأسدد النسبة التي أتحملها كمؤمن والتي عادة عشرة في المائة هنا وجدت الكارثة تسعرة راديو للمواطن العادي والغير مؤمن 2000 اوقية وللمؤمن 7600 أوقية فسددت النسبة 800 أوقية وتوجهت إلي غرفة الفحص ومن فضولي سألت القائم عليها ما سبب هذا الفرق في التسعرة فقال وبكل عفوية ألا تعلم هذه ضرورة أجمعنا عليها لأن الصندوق لا يعطيننا أتعابنا إلا بعد 15 شهرا وبالتالي نزيد عليه النسبة تجاوزت المحطة الأولي وأخذت نتيجة الفحص وعدت بها صحبة الطفلة إلي الجراح عندها فكر وكتب مجلدا علي ورقة صغير لم أحفظ منه إلا الرقم 195 وأخر في وصفة لشراء الأدوية لكنني لم افهم شيئا لجهلي بما كتب وأمرني أن أعود إلي صاحب التأمين الصحي لأكمل إجراءاتي فعدت إليه وستكملتها وأمرني بالتوجه ثانية صحبة الأوراق إلي صندوق المستشفي لأسدد النسبة وهنا الكارثة الرقم 195 يعبر لدي صاحبة الصندوق علي لائحة أسعار العمليات داخل المستشفي والتي صدرت له من إدارة الصندوق التأمين فالتفتت إلي وقالت تكاليف العملية 57400 أوقية وعليك منها 5740 أوقية فستوقفني الأمر فقلت مجاوبا تريثي علك تكوني خاطئة ورجعت مسرعا إلي مسؤول الصندوق فألقي نظرة سريعة في حاسبه وأجابني مسرعا المرأة علي حق ودخل في محاضرة ينوه فيها ويأتمن فيها الجراح ويصدق معتبرا أن رحلتي أنتهت فلم أبالي رجعت مسلما بالقدر ودفعت 5740 أوقية وأخذت مقابلها وصلا وعدت مسرعا مع الطفلة لكنني مررت بالصيدلية الداخلية للمستشفي ليعطونني مستلزمات العملية لكن البائعة امتنعت وأمرتني بالرجوع إلي إدارة المستشفي للتأشيرة مع إعلامها لي بأن بعض الأدوية لايوجد عندهم وعلي شراءه من الخارج علما أنني قد سددت التكاليف فوافقت في حيرة من أمري واستكملت الإجراءات واشتريت الأدوية وأحضرت الطفلة فتفاجئت بمغادرة الجراح إلي عيادنه الخاصة ولما سألت عنه الإدارة قيل لي انهي المداومة لكن ترك ممرضا سيقوم بدواء الطفلة تصوروا أمر دبر وختم بهروب عندها قررت الرجوع إلي البيت وترتيب الأمور للسفر إلي مكراكوي تذكرت أنني مسؤول عن مالي فيما أنفقته وأن المستشفي لم يعطيني شيئا قررت الرجوع إلي صندوق صيدلية المستشفي فأرجعت لها ما أخذت من الدواء وتوجهت إلي مصلحة المالية بالمستشفي رفقة مسير صندوق التأمين وطلبت منه إلغاء هذه العملية المزورة فامتنع ولأن الوقت من ذهب والطفلة تعبت قررت أن أذهب بها إلي ممرض أخر لتخفيف الآلام لكن الأغرب أن الممرض أستعمل من الأدوية نصف ما كتب الجراح الهارب ولم يقم بإجراء أي جراحة ولما سألته عن الإجراءات التي قمت بها ضحك وقال هي فقط حيلة معتادة لهذا الجراح يجني من ورائها كل نهاية شهر مئات الآلاف يتقاسمها مع من شرعها له سبحان الله( والله علي ما أقول شهيدا)
سيد المختار احمد الهادي