حدثت سيدة سبعينية تقطن في حي المطار بمدينة كيفه أحد مراسلي وكالة كيفه للأنباء فقالت:
بينما أنا أغط في نوم عميق بعد يوم من الإرهاق الشديد بسبب جلب المياه لأطفالي على كتفي من بئر طويلة و بعيدة؛ إذ بي أقف وأصفق على رصيف الشارع قرب منعرج ميارة ، حيث تدفق آلاف من المواطنين يحملون حاويات المياه ويصيحون "نريد الماء" وكان أربعة برلمانيين يقودون المظاهرة مشكلين سلسة بشرية مع العمد تحكم حركة المظاهرة باتجاه المنصة الرسمية ولدى هذه المنصة هدد المنتخبون الحكومة باعتصامات متواصلة إذا لم يتوفر الماء في غصون 40 يوما وكانوا يشددون على دعمهم لولد عبد العزيز ويردفون بالقول "لكن نريد الماء لمواطنينا" ..
وكان الحشد يتعاظم مع كل دقيقة تمضي وفجأة طلع زعيم قبيلة ورفع عمامته معلنا دعمه لحراك المنتخبين فتعالت الزغاريد ولشدة التدافع هرولت كي أجد الطريق إلى أولادي فصاح ديكنا مؤذنا بانبلاج الفجر فاستيقظت مصابة بالذهول فقد كان ما عشته طيلة ليلتي هو أضغاث أحلام وإذا بقربتي يابسة ولما أخذ أكبر أولادي كوبا ليتوضأ وجد أن الحاوية الصغيرة قد نفدت فذهب يريد جرعة عند جارنا.
بدأت يوما جديدا من الكد والسعي بين البئر والمنزل وأنا أردد في نفسي عسى أن تصدق رأياي ؟