لم يكن يدور في خلد ابليز كومباوري وهو يختلس النظر من كاميرات القصر الرئاسي في وكادوكو نحو تظاهرات شعبه في ساحة الأمة أن نهايته قد كتبت على عجل. كومباوري العسكري العجوز آنس في العشرين سنة ونيف التي قضاه وهو مطبق على مقاليد الحكم في بوركينافاسو . رغد عيش وانغماس في الملذات والتغافل عن النزعة الثورية التي خانها ونكص عنها على عقبيه عندما ساهم في اغتيال رفيق دربه القائد الافريقي الخالد توماس نكارا. في صولة عاجلة للأيام ,تبدلت بوركينا توماس سنكارا,العسكري الثوري الأنيق ,الحالم بإفرقيا قوية ,تعدل بين شعبها ,وتقف با المرصاد للغرب وشرعته في الاستلاء على ثروات السمر الأفارقة. فكان أن وجهت الدبابة نحو غرفة نوم سنكارا في القصر الرئاسي ,ليتم اغتياله بأمر دبر بليل بين الإليزي الفرنسي والخائن كومباوري.
ليعيش شعب بوركينافاسو أو الشعب الصادق كما أسماها سنكارا ,سنوات القهر والدكتاتورية وضياع حلم ميلاد بوركينا وافرقيا.. العدالة الإلهية تنصف سنكارا,في مشهد اشبه با العرس وجموع الشعب الغاضب تكتسح ساحة الأمة حاملة صور سنكارا ورافضة للتعديل الذي يمكن كومباوري من فترة رئاسية خامسة. جن جنون العجوز المنقلب على ايام الكادحين الثوار مع سنكارا وهم يرددون اهازيج افرقيا الأم. ليغادر البلد على عجل ,خاسئا وهو حسير,وتنعتش بوركينافاسو نسمات الثورة سنكارا على وقع اغاني سانكا الأب..فليرقد توماس في قبره مرفوع الرأس والهامة وليبقى القمر النائم فوق سماء افرقيا..