قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إن منسقية المعارضة تعمل على زعزعة النظام من خلال ما سماها الدعايات الكاذبة وافتعال أزمة في موريتانيا غير موجودة أصلا، مضيفا أن الإسلاميين بموريتانيا يعتقدون انهم بإمكانهم ان يحصلوا على ما حصلت عليه قوى اسلامية في بلدان الربيع العربي، وقال انهم واهمون لاختلاف الظروف وخصائص الشعب الموريتاني التي تخصه عن غيره، حسب قول ولد عبد العزيز، الذي اوضح ان شعوب بلدان الربيع العربي ترفض مطلب الاسلاميين بتطبيق الشريعة الاسلامية. وانتقد ولد عبد العزيز بشدة – في حديث له أثناء لقاء جمعه بقادة الأحزاب السياسية الداعمة له – انتقد من قال انهم يتحدثون عن عدم شرعية النظام وعن فردية الانقلاب، في الوقت الذي يرفضون الحوار ويسعون الى زعزعة الاستقرار وطالب الاغلبية بالتصدي لدعايات هؤلاء وتفنيدها بإبراز انجازات النظام التي قال انها كثيرة، خاصة في مجالات البنى الأساسية ومحاربة الفساد، واعترف ولد عبد العزيز بان ما وصل حتى الان إلى المواطنين في اطار برنامج "أمل" غير كاف، وقال ان الحكومة بصدد سد ذلك النقص مبرزا ان "ركل" علف الحيوان قد استوردت منه الحكومة كميات كافية من مالي والسنغال والمغرب. وبخصوص الوضع في مالي فقد شدد ولد عبد العزيز – وفق ما نقلت وكالة نواكشوط للأنباء - على انه نتاج لتعنت الرئيس المالي المخلوع امدو تومان توري، الذي هاجمه وقال ان موريتانيا حاولت الوقوف في وجه الانقلاب في مالي، وذكر بأنه أرسل وزير الخارجية مرتين الى مالي خلال اسبوع بهدف إيجاد حلول مناسبة لما يجري في الشمال المالي، لكن الاوضاع بلغت مرحلة من التوتر يصعب التغلب عليها في ظل تعنت الرئيس المالي. وقال ولد عبد العزيز ان موريتانيا مجبرة على تعزيز قدراتها الدفاعية لتأمين أراضيها من مخاطر مخلفات الصراع في مالي، الذي قال ان فيه خمس حركات مدججة بالسلاح وقال ان موريتانيا استقبلت حتى الان 45 الفا من اللاجئين الماليين من بينهم مسؤولون من ضمنهم وزير. وقال الرئيس الموريتاني إن الانتخابات القادمة سيتم على أساسها تحديد مشاركة الأحزاب السياسية في الحكم وتسيير الشأن العام. إلى ذلك قالت بعض وكالات الأنباء الموريتانية الخاصة، إن طائرة ليبية خاصة وصلت الليلة قبل الماضية إلى مطار نواكشوط الدولي وعلى متنها وفد مشترك يضم مسؤولين ليبيين وفرنسيين رفيعي المستوى، جاؤوا في إطار قضية رئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي المعتقل بنواكشوط. وأضافت هذه المصادر الخاصة أن هنالك مفاوضات متقدمة بين الأطراف الثلاثة (موريتانيا، ليبيا وفرنسا) من أجل تسليم السنوسي. وقالت هذه المصادر أنه من المرجح أن تغادر الطائرة وعلى متنها الوفد الفرنسي الليبي برفقة السنوسي، الذي سيسلم إلى طرابلس ولكن بضمانات لفرنسا بعدم تعرضه لسوء المعاملة أو التعذيب وخضوعه لمحاكمة عادلة أمام القضاء الليبي. هذا وتجدر الإشارة إلى أن عبدالله السنوسي، رئيس المخابرات الليبية في عهد معمر القذافي، قد تم اعتقاله الشهر الماضي في العاصمة نواكشوط، وهو محتجز لدى الأمن الموريتاني حيث يتعرض لتحقيقات مستفيضة من طرف لجنة من المحققين الموريتانيين.