قاطع كل من زعيم حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه وزعيم حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة.
الوجهان المعارضان تاريخيا اختارا الغياب عن المنافسة الانتخابية الأخيرة نظرا لغياب الشفافية كما قالا، وحتى يطعنا في شرعية الرئيس ولد عبد العزيز. نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 56 بالمائة وهي أقل من النسبة عام 2009 التي بلغت أكثر من 64 بالمائة لكنها تجاوزت نسبة ال50 بالمائة التي كانت تأملها السلطة. لكن ولد بلخير وولد داداه يؤكدان أن غالبية الموريتانيين قاطعوا الانتخابات وخصوصا في نواكشوط.
لكن الحقيقة الماثلة أمام الرجلين هي أنه لم يعد بإمكانهما التقدم للرئاسة دستوريا بسبب عام السن حيث أنهما في العام 2019 يكونان قد تجاوزا حاجز 75 سنة المحددة بالدستور كسن للمرشح للرئاسة.
وعلى الرغم من اتفاقهما في معارضة ولد الطائع؛ إلا أنهما لم يكونا على وفاق دائما. أحد المراقبين يقول إن جذور الخلاف بينهما تعود لترشح ولد داداه بدل مسعود عن جبهة قوى التغيير سنة 1991، بعد أن كان الأخير هو المرشح، وزعيم المعارضة كما يرى نفسه. وتنافسا على الرئاسة سنة 2003 و2007 حيث حل ولد داداه ثانيا ومسعود رابعا، لكنه أصبح رئيسا للجمعية الوطنية فيما بعد وتزعم الجبهة المناهضة لانقلاب 2008، فيما كان ولد داداه داعما للانقلاب، وبرز التنافس بينهما خلال وجودهما في منسقية المعارضة.
أما فيما يتعلق بالانتخابات القادمة لسنة 2019 فلم يتبد شيء بخصوصها. إلا أن هناك من يتوقع أن يكون محمد ولد مولود مرشحا موحدا للمعارضة نظرا للعلاقة الطيبة التي تربطه بزعيم حزب التكتل أحمد ولد داداه. أما في ما يتعلق بمسعود فإذا لم يختر حزبه مرشحا فإن بيرام سيكون المستفيد من شعبيته.
ترجمة الصحراء