يبدوا أن اليأس أخذ من الأمة الموريتانية مأخذه وقد بلغت من التعب عتيا،وأصبحت ممدة الأحلام على سرير الأمل المفقود تنظر من عين إبرة ترقب الفجر الباسم فلا يأتي بل لا تتضح معالمه، تغمض العينين وتسد السمع عن الأنين من أجل راحة مزعومة أقرب ما تكون لنظرية الشك عند الفيلسوف ديكارت.
إنها باختصار أمة مغلوبة على أمرها فالشعب الذي رضي أن يكون إمعة يوجه حيث أريد به لا كما أراد ، اليوم كبلته الحيرة والذهول ينتظر أن تشبع بطون قادته وحكامه من المال العام فيجمع الفتات إن بقي، - ولا أظن ذلك حاصل فقديما قيل "كلما زاد حطبها زاد لهبها"-. لم تعد للشعب هيبة ولا كلمة مسموعة ولا رأي يؤخذ به، فقد انهارت قواه ووهنت إرادته وضاعت هويته ومسخت أفكاره وعقلياته، وضاع في غياهب التيه، يسبح يمنة ويسرة في بحور الفقر والمرض والجهل، كل ما يسد به رمقه كلمات إصلاحات ووعود ومشاريع ووو... يسمعها أو يقرأها عبر وسائل الإعلام الحكومية من البطون الكبيرة والجيوب الملأى. كل ما ينتظره الشعب اليوم هو أن تشبع المجموعة الحضرية وسلطة تنظيم النقل الطرقي وإدارات الضرائب والتجمع العام لأمن الطرق وميناء (الصداقة) -العداوة- على الأصح وكينروس تازيازت ووو... من أمواله والعبث به واللعب على أعصابه، ولعل ما لا تدركه الأمة المسكينة أن تلك بطون تتخم ولا تشبع . وهنا سأقف إلى جانب النظام وحاشيته داعما مشجعا انطلاق من المثل الشعبي "أل أتول شي ظاك "، وقد جسدوه على أرض الواقع، في مقابل صب وابل اللوم والعتب على الشعب عامة ومن يزعمون قيادة المعارضة الواهية خاصة ، وأنا على يقين من الإجابة التقليدية " نحن لسنا أصحاب القرار والسلطة ليست بأيدينا فماذا تنتظرون منا؟"، ننتظر منكم الاختفاء في سرداب سامراء... أما أنتم قادة سلطتنا المحترمة فتأكدوا أنه سيتي على الشعب يوم ولا أراه بعيدا ينفذ فيه صبره ويعز عليكم قهره، وتخرج الأمور عن السيطرة ، ويبحث عن الحلول فلا توجد إلى بين الأشلاء المتناثر والدماء السائلة وتحول صرخات اليتامى والعاطلين والجياع المظلومين الليل نهارا، وظلام الترحيل ضياءا وعطش المدن الداخلية نارا ووو... عموما هذه هي اللحظة التي أصبح الشعب ينتظرها، ما لم يأتي الله بفرج قريب ونصر عاجل، وفتح يغير الأمر من حال إلى حال فقد مل الشعب مع الوعود الكاذبة ومن الشعارات البراقة ومن تضليل الأحلام والأماني. وختاما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ