سيبقى أي موضوع متعلق برجل أعمال واحد موضوعا صعبا، مثل ما حدث معي، عندما كتبت في شأن المخدرات عن دور اعل وولد آده،ولو بشكل غير مباشر في التغطية على مافيا المخدرات. لكن المكتوب وقتها تعقد كثيرا، عندما ذكر محمد ولد بوعماتو المافيوي الغارق في تبييض الأموال، وخصوصا أموال النفوذ، أيام معاوية، وعلاقات بوعماتو المشبوهة بامتياز مع رجل الأعمال البارز، شقيق معاوية، أحمد ولد الطايع، كما احتنك بوعماتو اعل قبل وبعد وصوله للحكم، وكذلك ختو وسيدي، وكل من له درهم ذي بال في الداخل والخارج، حرص ولد بوعماتو على الصلة به، حتى لم تسلم منه طبعا، "فرانس آفريك"، مافيا فرنسا المؤثرة في إفريقيا، وعلى رأسها المحامي الفرنسي المافيوي الشهير "بورجيه"، الذي سحب المال من كل جيوب حكام الأفارقة تقريبا، وخصوصا السود، وبمن فيهم عزيز لاحقا، للحصول على نطاق تأثير أوسع في الدولة الفرنسية، والدول الإفريقية الهشة، ودخل في هذا من أجل تبييض انقلاب2008- عزيز عن طريق بوعماتو صديق بورجيه وممثله الأول في موريتانيا. وفي هذا المسار أنفقت مليارات الأوقية طبعا، من أجل هدف رئيسي هو تبييض انقلاب2008 وتغاضي الحكومة الفرنسية، وعن طريقها الغرب كله، حتى لا يرفض الاعتراف -على نطاق واسع- بانقلاب 2008 المثير بامتياز. انقلاب على مدني نجح بصعوبة، وإن بأسلوب لا يخلو في الدور الثاني، من رشوة مسعود وتأليبه على ولد داداه. وقد اعترف الحرطاني الشره، بأنه دخل على بوعماتو، في داره بضواحي نواكشوط. 100 كلم على طريق أكجوجت -نواكشوط، يمينا للمتجه إلى أكجوجت، حيث دار الرشوة والعمليات الغامضة المثيرة، التي قد لا تخلو طبعا، من زوار الليل وزائراته ربما، من يدري؟!. ولكن مسعود كشف عن تلقيه الرشوة باسم دعم دور حزبه التحالف في انتخابات سابقة، وقد قبض الثمن أيضا، عبر انحيازه مرة أخرى، وطبعا بثمن سياسي ونقدي معروف، من قبل عزيز وغزواني وبوعماتو، الثالوث الانقلابي المافيوي الخطير، فذكرت ملايين الأوقية، إن لم تكن أكثر ومثل في حكومة ما بعد نجاح سيدي في انتخابات الرئاسة لسنة 2007. هذا الرجل المافيوي، بوعماتو، دخل على كل الخطوط من تبييض الأموال، عبر أموال ريع المخدرات والنفوذ السياسي الواسع، وعبر النفوذ الدولي المشترى، فبورجيه لا يعمل بدون مقابل طبعا، وهو في فيلمه الوثائقي المنشور على قناة "الجزيرة"، أشار إلى دور المال والرشوة المباشرة للمسؤولين الفرنسيين الكبار، عن طريق مافيا "فرانس آفريك"، لإخضاع الحكومة الفرنسية لمسار أو إجراءات غريبة!!!. ولم تكن التجربة الموريتانية بمتميزة أو مغايرة لهذا الأسلوب المعروف عند "بورجيه وبوعماتو" وغيرهم من المسؤولين الفرنسيين والأفارقة المتلطخين بهذه المافيا الإفريقية-الفرنسية المعروفة. وحتى أن بورجيه "رمز افرانس آفريك" المثير، ظهر إلى جانب عزيز وبوعماتو، ضمن حملة عزيز الرئاسية 2009، وعند خاتمتها بوجه خاص، في ساحة عرفات المعروفة، قبل أن تصل إلى "سانترال ترميك" على طريق نواكشوط-روصو. عندها ظهر بورجيه مع جماعته وتلاميذته، ليشهد على براعتهم محليا، بمالهم المسروق في أغلبه من خزائن الدولة الموريتانية، وبدعم سخي من القذافي وقتها، وليتأكد "بورجيه" أن عمله الخارجي، وخصوصا في فرنسا والوسط الإفريقي الهش، له سند مافيوي انتخابي محلي، وبصورة نوعية. ونجحوا في الدور الأول، وتكلم الجميع عن دور "الباء الطائرة"، لكن المافيا النازلة والطائرة، كان دورها أقوى وأرسخ، ربما من الباء الطائرة، إن وجدت فعلا. أقول رجل أعمال واحد، عندما تتعرض له، قد تتعرض للسجن ومحاولات الاغتيال والتغريم الخيالي غير القانوني، وتنتزع الملابس –حتى الداخلية- كرها وقسرا، على يد زبانية دولة مافيوية بامتياز، أمريكية وصهيونية الهوى، وخصوصا على مستوى السلطة الإقطاعية المتوارثة، مثل ما حصل معي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الكارهة للحركات الإسلامية الأصيلة، مثل حركة الإخوان المسلمون حفظها الله ومكنها من رقاب كل العلمانيين الحاقدين، وأخص الحاقدين دون غيرهم، ممن يخالف في التوجه السياسي، ونحترمه ويحترمنا، فالاختلاف لا يفسد للود قضية، في الحالات العادية. وإذا كان الحديث عن رجل أعمال مافيوي واحد، يجر كل هذه المخاطر، التي توشك أن تحيل ضحيتها إلى القبر، فهل تظنون أغلب صحافة "الطلبه" و"حسان" على السواء على عكس طراز الشرفاء الاستشهاديين، سيجرؤون على هذا "المرجل الفايظ". أما أن يكون الحديث جماعيا مثل العنوان الحالي، فالأمر جلل دون شك، بإذن الله. حفظنا الله، وإياكم من عواقب الكتابة والنشر على السواء، لكن كلمة حق عند سلطان سياسي أو مالي جائر، من أفضل أنواع الجهاد إن شاء الله، سيرا على منوال حديثه صلى الله عليه وسلم، وقانا الله وإياكم من استهداف الأشخاص العاديين، وإنما من له طابع عمومي، يصل إلى حافة الشأن العام، أو فعلا عمق ميدان التأثير على الإطار العمومي، وقتها يتحول اسمه الشخصي إلى جزء من المشهد الوطني، ولا يطمع في السلامة عندنا، لأننا لن نسكت عن من يقدر جاها أو مالا أو سلطة أو نسبا أو أي نمط من الرسوخ الاجتماعي أو غيره، على التأثير في واقعنا، خصوصا سلبا وضررا عاما واسعا، ومع ذلك "يمش كعبوا اصحاح". لا لن يحدث ذلك بإذن الله وليحاول حمل العصا أو السلاح، أو ليذهب إلى قبليته أو مافياه أو حظه من القضاة أو الشرطة أو السلطة عموما، فهي قابلة بفوضوية تامة، للاستغلال السلبي والنوعي ضدنا معشر الصحفيين أو أدعياء المهنة السائبة على رأي البعض، من أصدقاء سدنة الفساد في الأرض. لا نحن صحفيون فعلا بإذن الله ومشيئته، وفدائيون فعلا، من منه وحفظه، لا نقدر إلا الحق فعلا، ولا قبيلة لنا تقريبا، فقبيلتنا الحق وحده بإذن الله، ومقصدنا رضوان الله ومصلحة الناس، فهي أولى، شرعا وطبعا وعرفا وعاقبة في الدنيا والآخرة. ومن شاء أن يشتمنا أو يعيرنا، أو يسجننا أو يعتدي علينا بأي شكل لا قدر الله، فليفعل. الله حفيظي وحفيظ جميع زملائي من أعداء المهنة والمتربصين بها، وما أكثرهم وأحمقهم أحيانا. وأعجلهم عن طريق الجواب أو القضاء، والله يحمي أهل الحق. قال الله تعالى: "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" صدق الله العظيم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه". إخوتي الزملاء الإعلاميين، حذار من التفكير دائما في مصالحكم الشخصية قبل مصالح الناس. أتصلت على صحفي كبير، يعرف نفسه، عسى أن ينشر مقالا عن نواذيبو، به كلام عن الصيد واسنيم، فقال لي: "أنا أعرف سياسة العيال ومصالحه ولا أستطيع المغامرة بعلاقاتي"!!!. بكل سفاهة هكذا أجابني، وعلى رأي البعض بكل واقعية وموضوعية "عبقرية" "حاذقة"!!!، وعندما سألت علمت أن الرجل صام أ غلب رمضان على نفقة المدير العام لاسنيم عبد الله ولد أوداعه، عن طريق تأجير الشقة بنواذيبو، واشتراك دسم. هكذا يقيدون أغلب أدعياء المهنة، فلا إعلام حر تقريبا في موريتانيا، فإما أن تقيدك شخصيتك الضعيفة معشر الزميل أحيانا، وإما قبيلتك أو كذبة الموضوعية الزائدة، أو انتظار دعم "هابا". فما من قبيلة أو حتى شخصية مدنية أو عسكرية ذات بال، إلا ولها نصيبها من الإعلاميين الملتزمين حرفيا بخطها ومصالحها، فأغلب الزملاء يكتب على ذوق سيده خارج المسرح الإعلامي، لتكريس جزء من المجال الحر المتاح في ميدان الإعلام المكتوب أو السمعي والبصري لصالح الجهة كذا أو كذا، وليتحول شعار حرية واستقلالية الإعلام إلى مجرد دعوى باهتة ومحدودة ورمزية، في حيز ضيق، مما هو متاح محليا أو دوليا مما يسمى الإعلام المستقل. وهكذا يصعب –محليا- الحديث عن اسنيم خصوصا، وفضائحها، ومحسوبيتها لصالح بعض ذوي عزيز ومافياه الخصوصية، وبعض ذوي المدير العام، وهكذا من له نفوذ يخاف منه. فيمنح في هذا البلاد بصورة اعتيادية منحرفة، وبامتياز، من لا يستحق، ويحرم في المقابل ودون حياء وباستمرار من يستحق فعلا، عن ضعف أو كفاءة، أو جدارة مهملة، من نوع ما، أيا كان. فهو فقط إلى الحرمان وصد الأبواب وإغلاقها في وجهه، حتى فقد الضعفاء الأمل تقريبا، وتكرس المال وتكدس هو وشقيقه النفوذ، على خلاف المطلوب من العدالة وتداوله، عن طريق العمل والقرض والعطاء، وصنوف التداول المتنوع، المشار إليه قرآنيا. قال تعالى: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " وقال "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم" وقال جل شأنه: "كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم". باختصار بعد هذا التمهيد، لابد من القول صراحة أن رجال أعمالنا، من أكثر رجال أعمال العالم أنانية، وحرصا على مصالحهم الضيقة، قبل مصالح المجتمع، وما يخدم الوطن على نطاق واسع إيجابي، حاضرا ومستقبلا. و ربما تكون مشاركتهم السياسية الجريئة أحيانا، لا تخلو من محاولة فرض سيطرة جناح من رجال الأعمال، بدل جناح مسيطر مهيمن، يرجى التخلص منه، ليس لأنه ضار بالوطن، وإنما لأنه أخذ في نظرهم، المشاريع المتاحة على حسابهم. فعندما كانوا نافذين يوما لم يكونوا بذلك المستوى الكافي، من الحرص على قضاء حوائج الناس بصورة لائقة واسعة مريحة، لفقراء المجتمع دون تمييز، وعلى وجه يقضي بشكل معتبر على أغلب جيوب الفقر في الدولة وقتها وواقع الناس العاديين. وبغض النظر عن الخلفية التي قد لا تخلو من هذه العقلية السلبية، أو ربما رغبة في بسط بعض أوجه الشفقة المحدودة على الفقراء، الذين يمثلون السواد الأعظم من الموريتانيين. أقول في هذا السياق الايجابي الشاذ، من مناهضة الأنظمة المتعاقبة المستبدة وقف رجل الأعمال حابه ولد محمد فال مع من يدعي الرغبة في التغيير، وضمن سيناريو انقلابي متعثر، بامتياز، وبصورة دموية خاطفة، لم تخل فعلا عند حابه من عنصر المغامرة، والتضحية من أجل الصالح العام، ربما، إن لم يكن العزم الحابوي كله من أجل مزيد من النفوذ الموعود والمال المنشود. ودفع حابه الثمن باهظا، فتحول تقريبا إلى الفقر، ولولا قدر الله وحفظه، لما نجا من غضب ولد هيداله وقتها، ثم عاد إلى أرض الوطن من السينغال المجاور، ومازال إلى اليوم، يدفع ثمن جرأته السابقة على السياسة، وبصورة وصلت إلى حد التنسيق مع انقلابيين عسكريين، محسوبين على المملكة المغربية، ضمن الانقلاب الفاشل في مارس1981 أيام ولد هيداله طبعا، الذي كان وقتها في زيارة إلى أزويرات، في شمال الوطن. ثم وقف الراحل رحمه الله عبد الله ولد نويكظ مع أحمد ولد سيدي بابه ضد مرشح معاوية للنيابيات في أطار سنة1992 وسنة 2006 في عهد "اصنادرت أولاد بسبع" أيام المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية، ودفع هو الآخر الثمن -وإن بصورة متفاوتة-، لكنه نتيجة دعم "أهل الطيب" المستمر إلى اليوم، وهم الزعامة التقليدية لجماعته بأطار، ظل محصنا بصورة كبيرة، من ردات الفعل الغاضبة للأنظمة المعنية، ولكن ضربات محمد الإبن نجله الأكبر، ونعني طبعا محمد ولد عبد الله ولد نويكظ جاءت على مسار انتخابي أجرأ وأكثر انكشافا، رغم أن ذلك كله، من دعم الزين 2007 مع إنفاق أكثر من 700 مليون أوقية في حملته على حساب محمد ولد نويكظ إبان ترشح المذكور للانتخابات الرئاسية، وكذلك دعم المرشح احمد ولد داداه بأكثر من مليار أوقية في حملته الانتخابية 2009 والذي كان مكلفا ماديا وسياسيا بشكل بالغ للفتى الطموح، المتورط في لعبة الكبار الصعبة، فارتد عليه سهمه، الذي أراد من خلاله –على رأي البعض- صد بعض نفوذ بوعماتو و"اصنادرت أولاد بسبع"، فضربوه بعمق، وفي الصميم، من خلال السجن المباشر، بعد التغريم الخيالي،، بتحريك الملفات الغامضة مثل ملف البنك المركزي، المجهول الحقيقة حتى اليوم، وقد تم ذلك دون ترك اشريف ولد عبد الله سالما من السجن والتغريم أيضا وكذلك عبدو محم، رغم أنه –أي اشريف ولد عبد الله- في انتخابات 2007، كان مع المرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله، وفي انتخابات 2009 الرئاسية اناب ولد جيلي مع محمد ولد نويكظ في اللعبة الانتخابية الجهنمية، التي شهدت وحدة وتناغما نادرا بين "اسماسيد" والمعارضة الراديكالية، لم يقع لها مثيلا منذ أن خلع معاوية من الحكم، يوم الأربعاء3 أغسطس2005 على يد "اصنادرت أولاد بسبع"، رفقة المخطط الكتوم غزواني، والذي لا يصل إلى خبرة عزيز في التخطيط والجرأة، رغم فساده، وشراهته في باب المال والحكم بالدرجة الثانية. فعقدة صهرنا العاق، لحقوق المصاهرة التقليدية، المال وليس شيئا آخر البتة، لأنه باختصار عاش ظروفا صعبة إلى حد بعيد أحيانا، ما بين "اللوكه" وقصر الرئاسة. من "محمد تيي" إلى "محمد الحارس" إلى "محمد الانقلابي" إلى "محمد الجامع المانع"، فهو يجمعه من حله وحرامه، ويكدسه فحسب، على حسابه هو، حسابا وعقابا يوم القيامة ونقمة وكراهية من الناس في الدنيا. وذلك قبل أن يستقر به الحال في القصر الرمادي المغتصب، عقابا من ربنا، لأهل موريتانيا، لأنهم ربما نسوا الخالق، في بعض الأوجه، أو حرماته في بعض الأوجه، فعاقبهم بهذا المارق على القيم التقليدية الأثيلة، الحياء وحفظ العهد بوجه خاص. وقد قيل قدما: "كيف ما تكونوا يول عليكم"!!!. دفع ولد نويكظ الابن الثمن غاليا، ومازال قريبا من أجواء الرجوع للمواجهة، لكنه تمهل الآن، حسب المسار الحالي، وقد لا يرجع إلى المواجهة بسهولة، لأنه كاد أن يصبح مثل حابه ومجموعته اهل اعبيدن التي أنفقت وشركائها الأندنوسيين في رخصة "بومي" المرهقة، 20 مليار أوقية دون جدوى، ثم سحبت منهم ظلما وعدوانا –على رأي البعض-، ولم يبق لهم إلا الصبر على المعارضة والضرائب و"الزمكه" والاستهداف المستمر المتصاعد نحو المجهول المعلوم، طبعا الإغلاق، -إن لم يخرجوا تدريجيا وتكتيكيا- بحل أموالهم. فالآن "آتلانتيك لندن كيت"، مع الشركاء البريطانيين في مجال التأمين، قبالة الملعب الأولمبي، مازالت مغلقة المقر من الداخل، ولم يترك إلا الواجهة، لأن مديرها العام خالد ولد اسماعيل ولد اعبيدن عم تكبر بنت أحمد حرم ولد عبد العزيز، أي والده اسماعيل. أقول لأن خالد هذا هو القنصل العام الشرفي لدولة كوريا الجنوبية، ذات الوزن المعتبر اقتصاديا على الصعيد الدولي والأسيوي بوجه خاص!. تراجع بعض هؤلاء، وأعني أهل نويكظ واهل عبد الله الأقل مغامرة عن المواجهة ورجعوا إلى الصف، على وجه كرس الأنانية والتضحية بمصالح المجتمع، السياسية الوطنية بوجه خاص، لصالح "عافيت عزيز"، التي ليست طبعا "عافيت احمد لمحمد"، والتي يضرب بها المثل وطنيا وآدراريا بوجه خاص، في عدالة ذلك الأمير، الذي ينبغي أن يسأل عنه عزيز ليقتدي به، فلست هذا لتعليمه، وإنما لزجره بقوة وجرأة لا تخلو من الإيمان والمغامرة الواعية، لأنني أدرك خطر قول الحق، ولست أحيانا مثل تجارنا، الذين لا يعرفون الصبر على "اتبرتي" والعمل السياسي من أجل الصالح العام. فمتى كانوا أصحاب عمل من أجل الصالح العام، وهل نفعوا الوطن والناس إلا بالنزر القليل الملوث غالبا بالمن والتلكؤ والأذى أحيانا. أما مؤسسات: "قده" و"اعزيزي وأبنائه" و"مامي" ومؤسسات ومؤسسات، من تجار وأقارب عزيز، فهؤلاء لا يعرفون تماما –بنفس القدر- بعض ما يعرف بعض السالفي الذكر. وإنما الأيام دول، ولهم الآن أن يحصلوا ويكنزوا غالبا، ويغلقوا أبوابهم بالمكاتب والمنازل، غالبا أيضا، إلا من رحم ربك، ولم يقدموا نموذجا من العطاء والانفتاح يستحق الذكر، وإنما فشلوا غالبا واجتماعيا بوجه خاص، في كسب ود الناس، وإن قيل قدما: "لا نجاة من الموت ولا سلامة من الخلق"، وإن نجح على نطاق محدود غيرهم في المجال الاجتماعي بصورة نسبية، بالمقارنة مع تجربة الحاليين، ونعني بالنجاح المحدود المشار إليه ما حصل في أوساط بعض أقارب معاوية إبان حكمه الآفل، والذين رغم كل سلبياتهم كانوا على الأقل أكثر نفعا وانفتاحا من التجار الحاليين من ذوي الانقلابي الفاسد الثري عزيز، وسأكتب في هذا الباب ضد المعنيين، عسى أن ينتبهوا إلى أن لهذا المجتمع حقا في أموالهم المشبوهة، ولو في جانب منها على الأقل، بفعل استغلال النفوذ، مثل ما فعل كل رجال الأعمال السابقين، منذ نشأة الدولة الوطنية الحديثة المثيرة المتعثرة، بامتياز أيضا، والتي قد تؤول إلى مصير يمني مماثل المفاجئة "الشيعة الحوثيين"، الأقرب للهوى الإيراني، مع استهداف للحركات الإسلامية الأصيلة. وعودا إلى الموضوع الأصلي، أقول إن رجال أعمال عزيز، جلهم بخلاء لا يحسنون حتى الخلق في الناس، أولى أن ينفعوا أحد، وهم أكبر من الخطر على المجتمع، لأنهم يساعدون بعمق في تكريس الفقر والكراهية بين الناس وضد الأغنياء خصوصا، وهم جل فريق الأغنياء الجدد في الوقت الحاضر. فأين المفر؟ إن المال منذ 30 نوفمبر1960 وإلى اليوم، قيضه الله في أيدي البخلاء غالبا والذين يحرصون عليه غالبا أيضا، كما أن رأس المال عموما جبان، ولا يطيل المواجهة ضد أنظمة الاستبداد، والتي قد لا يخوضها إلا واحد أو إثنان من المغامرين من رجال الأعمال، مثل حابه ولد محمد فال العلوي الشنقيطي، ومحمد ولد نويكظ الشمسدي الاطاري وسيد احمد ولد اعبيدن وأخيه الأشهر منه عبد القدوس ولد اعبيدن، وقد دفع هؤلاء الثمن، لمعارضتهم الثابتة، أكثر ربما مما دفع حابه وولد نويكظ معا، لكن المعنيين هنا من أهل اعبيدن، أولاد اسماعيل تحديدا، مازالوا ثابتين، رغم ما يمكن أن يقال في محدودية نشاطهم الاجتماعي المؤسسي، رغم الجهد الخيري التقليدي غير المنظم. فهم أصحاب مال، وينبغي أن يؤسسوا جمعية خيرية على غرار ما فعل عدو الحرية الإعلامية الأول ولد بوعماتو، بغض النظر عن دوافعه، في ذلك العمل "الخيري"، الذي ارتبط باسمه رغم سلبياته الجمة ومافيويته المدوية في الداخل والخارج!. وأما خيرية bnm ، التي أسسها محمد ولد نويكظ، فمازالت حبر على ورق، رغم حصولها على الإعتراف الرسمي، وبداية عملها باحتشام، وسط التعثر، ومساعدات محدودة للقطاع التعليمي والصحي، مازالت بعيدة من المنشود المأمول بإذن الله. وأما بقية أقارب عزيز في قطاع المال والأعمال، رغم عدم فعالية ونظافة هذا القطاع عموما، فمازالوا في مؤخرة الركب في ساحة العمل الخيري والمروءات غير المحسوبة والتي يقيس بها الموريتانيون مدى نجاح الفرد أو المجموعة عموما، كما مثلوا السبق على يد بوعماتو في قطاع تجارهم، على يد بوعماتو في مجال محاربة حرية الإعلام وسجن وتغريم خيالي "300 مليون أوقية" ومحاولة إغتيال حمقاء فاشلة لله الحمد وله المنة، يوم السبت بالسجن المركزي 27 مايو2007م. فهل من مغيث؟! أم هل تنتظرون في حالة هيمنة غزواني أن يرحمكم أقاربه من رجال الأعمال، فهذا إن حدث سيظهر البعض الرمزي المحدود، من ايجابيات جماعة عزيز في قطاع استغلال النفوذ المافيوي المالي، لأن بعض أقارب غزواني من رجال الأعمال، قد لا يفلح أي أسلوب في جلبهم إلى ساحة التضحية بالمال بسهولة، إلا نادرا ولماما لأننا "الطبع" أغلب، و"أهل موريتان متعارفين". فاحمدوا الله على الشرفاء "المكزوزين" قبل أن يأتيكم الزمان، وهو دوار بتجار ولد غزواني "متحزمين"، لمسح وخزن ما تبقى من موريتانيا المسكينة، المبتلاة عموما برجال أعمال، بشكل عام عموما بخلاء أنانيين، يحركون الصحافة والدنيا كلها، بمجرد أن يخافوا من الضرائب، وقبل أن يصل إليهم رسميا الرقم الحكومي المعد للابتزاز، وخصوصا ضد أي تاجر لا يخضع لنظام الاستحواذ والاستفراد والاستبداد، فيضربه الحاكم الإنقلابي بضريبة التأديب، وهي مفتوحة على كل الاحتمالات، وبلا سقف!. بينما يمنح أقاربه ومافياه، حتى من غير أقاربه أحيانا، ويعاملهم بلطف، ولا يهمه إن أدوا الزكاة أو ضرائب الخزينة العامة أم لا؟ المهم أولا في حساب التجار، هو الربح، و"دينرو"، وليس مصالح الدولة والمجتمع، والمهم، أولا في حساب النظام الاستبدادي عموما هو الإذعان وبقاء الحال على حاله من النفوذ واستغلال الكرسي، وليس أداء الزكاة والحقوق الخاصة والعامة. وستبقى الضرائب عند الدولة المستبدة الحالية هي السلاح الفعال ضد التجار، والسجن أحيانا -إن لزم-. وقد اختار بوعماتو أن يهرب من بعض هذا. فهل رفض تسليم بوعماتو، الذي لم يعلن عنه رسميا ربما، هو اكبر معوق لتحسين وتعافى العلاقات المتعثرة بين الشقيقتين وموريتانيا والمغرب.