لقد جائت حركة التغيير البناء حاملة بشائر الإصلاح في جميع المجالات السياسية والإجتماعيةوالإقتصادية فقد كانت المرأة حاضرة ، بل وجدت العناية الفائقة من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وتمشيا مع مشروع الإصلاح . فعلي الصعيد الإجتماعي : فقد سنت قوانين من أجل ان تنال حقوقها كاملة بدأ برعاية حقوق طفلها من خلال مدونة الأحوال الشخصية فتم أستحداث قانون لحق المعاش بعد ماكانت محرومة منه، أما علي الصعيد السياسي ، فقد كانت أول وزيرة خارجية إمرأة وهناك 6 وزيرات في الحكومة .
فقد تم اعتماد لائحة وطنية خاصة بهما فضلا عن اللوائح ذات النسبية التي توجهت جهودها النضالية حيث اكتسبت 21،08 في الميئة سنة 2014 بعد أن كانت 3 في الميئة 2005 ، وتمكنت من الحصول علي نسبة 35،38في الميئة من المستشارين البلديين علي عموم التراب الوطني ، هذا بالإضافة إلي تقلدها لمختلف المناصب الوزارية والإدارية ،بعد أن قامت الدولة بإجراءات تمييزية لصالحها من بينها إجراء مسابقة خاصة لولوج 50 فتاة للمدرسة الوطنية الإدارة والصحافة والقضاء وولوج 8 نساء كذالك للتدريس بسلك التعليم العالي وتخصيص 6،5 في الميئة من المنح الدراسية للفتيات بعد أن كانت لاتتجاوز 2،5 في الميئة سنة 2005. ويدخل في هذا الإطار التحسن الذي طرأ علي مستوي صحة الأم والطفل فتم بناء مستشفي خاص بالأم والطفل حيث انتقلت وفيات الأمهات من 686 سنة 2007 لتصبح 626 من كل مئة ألف ولادة حية .
وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تولي المرأة مناصب قيادية وقد أثار هذا الأمر حفيظة الكثيرين الذين يرون عدم أهلية المرأة وصلاحيتها، بينما يري البعض أن المرأة جديرة بتولي تلك المناصب العليا.
والتساؤل الذي يطرح نفسه هو هل تمتلك المرأة مقومات الإدارة الناجحة التي تمكنها من النجاح في إدارة وقيادة مؤسسة ما؟
هناك الكثير من العناصر التي إذا ما تحلت بها المرأة وجدت نفسها ناجحة كقيادية منها ما هو مرتبط بها بشخصيتها وبقراراتها، ومنها ما هو خارج علي إرادتها.
بالنسبة لما هو مرتبط بشخصيتها يتمثل في أهمية توافر مجموعة من المهارات الأساسية مثل: القدرة علي اتخاذ القرارات، والذكاء الاجتماعي، وفن الإصغاء، وإدارة الخلافات، والمهارات التفاوضية، وحل المشكلات، والتحدث أمام الجمهور، والقدرة علي اتخاذ المبادرات بالإضافة إلي الانفتاح والكفاءة والحزم والتصميم والمثابرة والصدق والإبداع والذكاء والمشاركة، والاهتمام بالوقت، والنظرة المستقبلية،
وهذه القرارات تتطلب شجاعة كبيرة أحياناًورغم تشابه عوامل النجاح بين الرجل والمرأة فإن هناك بعض الاختلافات المهمة التي تميز المرأة عن أقرانها من الرجال والتي تتمثل في:
إحساس أعلي بالالتزام والتصميم والمثابرة.
وتشير الدراسة التي أعدها عالم الاجتماع الفرنسي " مايكل ونتجل " إلي أن هناك فروقا في الكلام و التفكير بين الرجل والمرأة المديرة تتلخص فيما يلي:
* يكره الرجل الأسئلة والاستفسارات بينما المرأة أكثر ايجابية في هذا الشأن.
* الدقة في العمل إحدي صفات المرأة الأساسية أما الرجل فنظرته شمولية.
* المرأة تركز علي التفاصيل والرجل يأخذ الصورة كاملة.
* بالمدح والتشجيع تخرج المرأة المديرة عن القالب النمطي مما يفجر طاقاتها الإبداعية.
* المرأة لا تكثر النقد قدر اكتفائها بتصحيح الأخطاء.
* السعي إلي التعاون مع الزملاء هدف للمرأة أما الرجل المدير فيحركه التنافس.
جدير بالذكر أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه المرأة القيادية تتمثل في:
ضغوط الميراث الثقافي والحضاري، التباس الحكومات تجاه انخراط المرأة سياسيا، وانعدام الحريات.
خلاصة القول إن السمات الخاصة بالمرأة القيادية لا تكفي وحدها في تفعيل أدوارها بقدر ما يجب أن يساعد السياق الاجتماعي في تدعيم شروط تمكين المرأة وإتاحة الفرصة لإبداعاتها سواء من خلال أدوارها القيادية
بقلم :
أ- مونا بنت الصيام
باحثة مهتمة بقضايا المرأة