تعيش مدينة كيفه ثاني أكبر مدن الوطن منذ سنتين أزمة عطش لم تعرفها منذ نشأتها ولم تكلف السلطات العمومية نفسها اتخاذ أي إجراءات للتخفيف من ذلك المشكل على السكان، والذي سبب قيام المواطنين بطلب الماء من القرى المجاورة واعتراض سيارات النقل المارة لإطفاء عطش الأطفال ، حتى سيارة صهريج أبت الحكومة منحها للمدينة رغم إلحاح إدارة الشركة.
وأمام هذا الوضع المتعلق بعصب الحياة(الماء ) لم يحرك منتخبو كيفه وأطرها على كثرتهم ساكنا ولم يعملوا أية خطوة تدل على الأقل على حسن نواياهم اتجاه أهلهم بهذه المدينة ولم يقم الأغنياء منهم ولا رجال الأعمال بشيء يساعد السكان.
لم نسمع عن هؤلاء السادة يوم غيرت وجهة الجامعة الإسلامية وتم منحها لمدينة لعيون بعد أن ثبت لدى الجميع أحقية مدينة كيفه بها لأسباب كثيرة.
لم ينبس هؤلاء بابنة شفة عندما تم الالتفاف على مصنع الألبان وطار بقدرة قادر إلى مدينة النعمة.
أصم هؤلاء الأطر والمنتخبون آذانهم عن نداءات المنمين خلال الأسابيع الماضية فلم يبدو أبسط اهتمام.
جبن أصحابنا ففضلوا امتيازاتهم ومناصبهم عن الوقوف في وجه شركة SNAT التي تضحك على مزارعي الولاية منذ سنتين فتعمدت إهدار مصالحهم والتلاعب بعملية بناء السدود الرملية.
خافوا أيضا من رجل أعمال"مقرب" منح صفقة تسييج حقول المزارعين ولا يزال يراوغ من أجل نهب الأموال المخصصة لهم وتدمير القطاع الزراعي بالولاية عن آخره.
كان أصحابنا ودودين قريبين أيام الحملة فقط عندما فرقوا الناس شيعا وقبائل وقبضوا ثمن بيعهم في سوق النخاسة السياسية.
وفي غمضة عين خلدوا إلى الراحة على شواطئ المحيط الاطلسي هناك ، وتركوا مواطنيهم يقاسون ما يقاسون من الجوع والعطش وفساد ذات البين.
نتمنى أن لا تترك هذه الجمل انطباعا لدى أي شخص فيرى وكالة كيفه للأنباء تنتهج خطا جهويا، وهو ما لا نبتغيه ولم نجعله يوما نصب أعيينا، لكن الواجب يفرض علينا قول الحقيقة والغيرة على مصالح آلاف المواطنين الذي أصبحوا يعيشون على هامش الحياة دون نصير.
لماذا لا ينظم أطر هذه المدينة ومثقفيها قوافل للتضامن مع العطاش فيسلطون الأضواء على هذا المشكل الكبير.
لماذا لا يتفضلون بتنظيم لقاءات أو فعاليات كي تكتشف السلطات العمومية أنهم يعون ما يحاك ضد مواطني الولاية؟
لقد كانوا نشطين جدا ويقظين جدا ومستعدين لدفع الغالي والنفيس عندما يتعلق الأمر بزيارة للرئيس أو أي مناسبة سياسية ،أما عندما يتعلق الموضوع بالمشاكل والأزمات التي يعيشها السكان فإنك لا ترى لهم أثرا ولا تسمع عنهم صوتا.
لقد أخرصهم الحرص على مصالحهم الذاتية وشدهم الجبن إلى مقاعد الهوان !
وكالة كيفه للأنباء