تطارد الكوابيس والأشباح بشكل دائم سكان حي "الفردوس " بمدينة كيفه بسب كثرة الحوادث الكهربائية التي يعيشها الحي بشكل شبه يومي. والتي أسفرت عن خسائر مادية كبيرة طالت كافة المعدات و التجهيزات المنزلية، وتضررت منها مئات الأسر بهذا الحي.
ففي بداية دخول الكهرباء إلى مدينة كيفه حرم الحي من تلك الخدمة وبعد لأي قامت شركة الكهرباء بإدخال توصيلة كهربائية بطريقة سيئة للغاية عبر ثلاثة أعمدة كبيرة ثم قامت بتشريع أي توصيلة يتقدم أي مواطن بطلبها غير مكترتة بجهد التيار ولا بشروط السلامة جاعلة الهدف هو قبض الفواتير فقط.
فكان السلك الكهربائي بهذا الحي يعلق في أي شيء : على الحائط ، على العصا ، على العود القصير، على قطعة الخشب بارتفاعات لا تتعدى في بعض الأحيان قامات الأطفال. وهو ما نتج عن فقدان المنازل بهذا الحي للجهد الكهربائي الذي يشغل الثلاجة أو المكيف بل يعجز عن إضاءة كل المصابيح في المنزل الواحد.
لكن هذا الأمر لم يكن هو ما يشغل بال المواطنين هناك الذين أصبحوا يعيشون على أعصابهم من كثرة الحوادث والتماسات والحرائق التي تسببها هذه الشبكة التي أنشأت دون أي أساس فني.
وعلى طول الأيام يستيقظ السكان على نداءات الاستغاثة من هذا البيت أو ذاك بسبب اشتعال النيران.
وكان آخر ذلك ما حدث في منزل الطبيب عبد الرحيم ولد احمدان خلال الشهر الماضي عندما لا مست الكهرباء أسلاك سياج الحديد الذي يحيط بالمنزل ليتولد تيار كهربائي أتى على كافة معدات المنزل وقتل بعيرا وعجلا كان عبد الرحيم يقوم بتربيتهما في حظيرة مجاورة ولولا عناية الله و فطنة الرجل ومبادرته برفع سلك الكهرباء بعود عن السياج لاشتعل حي الفردوس بأكمله نظرا لاتصال حظائر السياج التي تحيط بالمنازل.
ولن تصدق أن عمال SOMELEC لم يكلفوا أنفسهم تفقد مكان الحادث الذي كاد يسفر عن كارثة رغم إخبارهم فور وقوعه ، وهو الأمر الذي ولد غضبا عارما في أوساط سكان الحي وبعث فيهم التحرك لرفع دعوى قضائية ضد الشركة.
عبد الرحيم ولد احمدان المتحدث باسم الحي قال :
نحن محبطون من هذه الشركة التي لا تتعامل معنا بأسلوب محترم ولا تريد مساعدتنا في حل ما نعانيه من مشاكل والآن نواجه معضلة حقيقية فلا نحن وجدنا الكهرباء ولا نحن نجونا بأرواحنا وممتلكاتنا ، وإن إهمال هذه الشركة سيتسبب في كارثة كبيرة لا ندري علام تنهي أضرارها.
وكالة كيفه للأنباء في جولة لها بالحي رصدت صورا عجيبة للطريقة التي يتم بها إدخال الكهرباء واستمعت إلى السكان الذين كان يجمعهم الخوف من كهربائهم والسخط على شركتهم.
فمن ينظر في مشكلة كهرباء حي الفردوس فيوجد لهم خدمة ناجعة وآمنة؟ ومن يعوضهم عشرات ملايين الأوقية التي خسروها من أشيائهم ؟ و من يحقن أرواحهم من حوادث الكهرباء المتكررة؟