تأسست في مدينة كيفه هذا الأسبوع مبادرة تسمى " مبادرة إنصاف يسلم ولد أبيبكر" . وتهدف هذه المبادرة إلى التضامن مع السيد يسلم ولد أبيبكر ونصرته ، وهو موظف بشركة SNDE كان يشغل رئيس مركز الشركة بكيفه خلال العامين الماضيين، قبل أن تفصله إدارة الشركة في ظروف غامضة منذ أكثر أسبوع.
وهو الإجراء الذي سبب زوبعة في أوساط سكان المدينة هنا وأثار الدهشة والاستياء ، نظرا للجهود التي يرى سكان المدينة أن الموظف المذكور قد بذلها حتى تغلب على مشكل العطش بالمدينة الذي طالما شكل تحديا كبيرا ومشكلا عويصا بالنسبة لهم.
القائمون على هذه المبادرة دعوا إلى تظاهرة هذا المساء ، تم تنظيمها بفندق البلدية وسط المدينة حضرها منتخبون ووجهاء وأطر ومجموعات شبابية بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وعدد من قادة الرأي والمهتمين بالشأن العام وجمع غفير من ساكنة المدينة.
رئيسة المبادرة السيدة زينب بنت سيدين الحقوقية والناشطة في المجتمع المدني ، في كلمة لها أمام الحضور أشادت بالجهود التي قام بها ولد أبيبكر أثناء عمله بالشركة ، مذكرة بالعطش الذي استسلمت له المدينة قبل مجيئه ، وما آلت إليه الشبكة في عهده من وضع أرضى جميع السكان ، قبل أن تتعرض للقيم التي يتحلى بها ذلك الموظف من استقامة وصدق وتفاني في العمل.
وقالت السيدة بنت سيدين ان سكان كيفه دون استثناء يعربون عن عميق استيائهم بما حل بابنهم ، الذي ابر مدينته وأبر وطنه وخدمه طيلة 29 سنة، وأحسن كثيرا فأسيئ إليه ، وطالبت بتحقيق عادل ونزيه لإظهار الحقيقة و إنصاف صاحبهم ورد الاعتبار إليه ، تمشيا مع مقتضيات دولة القانون والديمقراطية التي تظل الجميع – على حد قولها –
جميع المتدخلين أعلنوا تضامنهم مع السيد محمد يسلم وطالبوا بإعادته إلى وظيفته ومكافأته بدل عقوبته واستذكروا أيام العطش قبله وأطنبوا في ذكر ما يتميز به الرجل من أخلاق فاضلة ومن إخلاص وقدرة ورجولة.
هذا وقد وزع مؤطرو المبادرة البيان التالي ؛متعهدين بمواصلة العمل حتى تتحقق الغايات :
بيان
في الأسبوع الماضي أبلغ السيد يسلم ولد أبيبكر؛ الرئيس السابق لشركة المياه بكيفه عن طريق الهاتف بوجود أوصال لمبالغ مالية بمركز كيهيدي لم تدخل حساب الشركة ؛ مؤرخة بالفترة التي كان السيد يسلم يدير فيها المركز،مع العلم أن رئيس المركز ليس مسؤولا عن هذه الأوصال لأنها ليست أوراقا مالية ،وإنما هي مجرد شكليات تملى من طرف القائمين على صناديق المركز. وقد حاولت إدارة شركة SNDE ، أن تجري مع محمد يسلم التحقيق عن طريق الهاتف ،إلا أنه أصر على إشراكه في التحقيق للاطلاع على الوثائق والتي قد يشوبها التحريف والتزوير.
وأثناء إلحاحه ذلك ،أمر بالذهاب إلى انواكشوط وطلب منه تسليم مهام المركز إلى شخص آخر ،وأثناء تسليم العمل وقبل اكتمال المهمة صدر قرار بفصله.
لقد قدم هذا الموظف إلي مدينتنا - وهو من أعز أبنائها - أيام كان الماء يوزع بالتقسيط، يضخ لحي ويقطع عن آخر،مما اضطر السكان للعودة لطرق السقاية التقليدية . وقد باشر هذا الموظف فور استلامه لمهمته بذل جهود جبارة ،تمثلت في حفر آبار جديدة وصيانة أخرى، وهو ما أدى إلى تدفق المياه عبر شبكة المدينة ،ليختفي الظمأ يومها وتلبى حاجيات السكان من الماء بشكل كامل إلى يوم مغادرته ،هذا فضلا عن التسيير المتميز للمركز والتغلب على كافة مشاكله .
إننا نحن سكان مدينة كيفه من منتخبين ومجتمع مدني ومواطنين ، ومنتسبين ل "مبادرةإنصاف يسلم ولد أبيبكر " ، لنعبرعن استيائنا واستنكارنا للفصل التعسفي والظالم في حق السيد يسلم ولد ابيبكر ، الذي كان كل واحد منا يتوقع في كل لحظة تكريمه على ما حقق من نجاحات في عمله طيلة فترة تسييره للشركة هنا بشهادة الجميع . هذه الشركة التي خدمها بجد وتفاني وانضباط زهاء تسع وعشرين سنة .
إننا ونطالب برد الاعتبار إليه واستعادة جميع حقوقه المادية والمعنوية، كما أننا نطالب بتحقيق عادل ونزيه لإظهار الحقيقة وتحديد المسؤول لأنه لا أحد فوق القانون.
و أملنا كبير في أن ينصف سكان هذه المدينة وينصف هذا الموظف ؛ الذي تفانى في خدمة مؤسسته منذ التحاقه بها ونحن ماضون في طرح هذه القضية وطرق كل الأبواب في إطار ما يسمح به القانون، وسنواصل عملنا ،خطوة تلو أخرى مهما كلفنا ذلك من ثمن حتى نحقق هدفنا.
كيفه في 14/3/2012
مبادرة إنصاف يسلم ولد أبيبكر