طالبنا عدد من القراء خصوصا المهتمين منهم بطريق كيفه-كنكوصه وما تقوم به شركة MTC من ممارسات مضرة بمصالح السكان بإعادة نشر تقرير أعد في وقت سابق في الموضوع. التقرير:
تثير شركة MTC التي تتولى بناء طريق كيفه- كنكوصه بولاية لعصابه جدلا واسعا في أوساط السكان الذين تعمل في مناطقهم وتطرح ممارساتها وسلوكها في تعاملها مع السكان وطريقة بنائها لهذا الطريق الحيوي الكثير من الأسئلة: من أين أتت هذه الشركة ؟ من أين اكتسبت نفوذها؟ من أعطاها هذا الترخيص الأبيض فتفعل ما تريد ؟ما الذي أخاف منها الوزير والوالي والمنتخبين وكافة المسؤولين بالولاية ؟ من يضع حدا لغطرسة هذه الشركة وازدرائها بالمواطنين والتلاعب بمصالحهم؟
هذه استفسارات قليلة من كثير يطرحه السكان الذين تعرفوا قبل هذه الشركة على مندز وصونادير وATTM وغيرها حيث كانت العلاقة بينها وسكان المنطقة حميمية جدا وكانت الفوائد المتبادلة كثيرة ومتنوعة فكان فراقها كفراق الحبيب.
وكالة كيفه للأنباء تسلط شيئا من الضوء على عمل هذه الشركة وطبيعة علاقتها بالمواطن هناك ، إذ نظمت رحلة مع هذا الطريق في 28 يونيو 2014 والتقت بعدد من الفاعلين وقادة الرأي والمواطنين القاطنين بقرى الطريق وكانت الانطباعات والموافق مجمعة على التنديد بأوجه كثيرة من عمل هذه الشركة التي يرون رغم إدراكهم لحيوية مهمتها (بناء الطريق) أنها عبث بمصالحهم وتعاملت معهم بالتعالي والاحتقار وعدم المسؤولية وهو ما سيؤدي في النهاية إلى فشل الطريق ، ويمكن تلخيص مآخذ السكان على هذه الشركة في النقاط التالية:
1- رفضت MTC اكتتاب أي عامل ينتمي إلى المنطقة واستوردت كافة عمالها من خارج الولاية عكس ATTM التي تتولى فقط تشييد "صالات" الطريق التي سجلت عددا من العمال القاطنين في قرى منطقة العمل.
2- تنصلت هذه الشركة من عقدها مع الدولة بحفر ثلاث "صونداجات" على طول الطريق وذهبت الشركة لجشعها أبعد من ذلك فسحبت معدات ضخ ركبتها خلال العام الماضي على حفر قديم ببلدة "أجار" بعد أن كان السكان يطمعون بتنازل الشركة عن تلك المعدات التافهة وتركها تعمل في ذلك الحفرفيستقي منه الناس.
3- تراجعت الشركة خلال الفترة الأخيرة عن سقاية متواضعة ومحدودة كانت تقوم بها على الطريق ويستفيد منها عدد من العطاش.
4- استنزفت الشركة مقلعا للحجارة يتوسط قرى المنطقة مستغلة قربه من الطريق وبساطة تكلفته فلم يعد بوسع السكان بعد اليوم إيجاد ما يبنون به وأصبحوا يواجهون مشكلا حقيقيا بعد نهب الشركة لذلك المقلع بشكل كامل رغم كون حجارته لا تناسب بناء الطرق حسب بعض المراقبين وكان ذلك في مساحة بطول 2كم في عرض 1كم أصبحت حطاما في مشهد يكشف لا مبالاة الشركة وعدم اكتراثها بمستقبل السكان.
5- قامت MTC(كما هو في الصور) بتحويل عشرات الكيلومترات إلى حفر وأنفاق وخنادق سحيقة غيرت طبيعة الأرض ودمرت مساحات رعوية وزراعية وأصبحت تشكل خطرا جسيما على المواشي والبشر إذ ستمتلئ بالمياه عند نزول الأمطار لتصبح مصيدة ووحلا للقطعان وسوف تكون بؤرا خطيرة على الأطفال وجميع المارة.
وقد وقف وزير التجهيز على جزء من هذه الأنفاق عند "تامورت الفرقيع" وأثارت غضبه وأمر الشركة بردمها لكنها لم تهتم بكلامه وتركت الوضع على ما هو عليه.
6- اقتلعت الشركة آلاف الأشجار من "أوروار، الطلح، تيشط" على طول الطريق وفي مناطق أبعد من ذلك في منظر مسيء جدا كان من الممكن تجنب بعضه.
7- تقوم MTC منذ أزيد من سنتين بتثبيت مضخات تعمل بالديزل في بحيرة "أجار" مما تسبب في تناقص ملحوظ لأسماك البحيرة التي يعيش عليها الكثير من سكان المنطقة كما لاحظ السكان هجرة الطيور التي كانت تتواجد بالبحيرة قبل مجيء الشركة.
8- أصبحت الجهة الشرقية للطريق منطقة ميتة تقريبا حيث عبث جرافات وشاحنات الشركة بالقشرة الأرضية حيث لم يعد بوسع سيارات النقل وحتى الدواب المرور عبرها مما أضر بشكل بالغ بمصالح الناس وضرورة انتشارهم إذ لم تضع الشركة ذلك في الحسبان وكانت تعمل كما لو أن المنطقة خالية من الحياة، عكس ما هو حاصل حيث تعتبر المنطقة منطقة رعوية وزراعية ويتواجد فيها السكان بكثافة.
9- في إجراء مثير للانتباه وباعث على الدهشة قامت MTC برفع الردم بالطريق إلى 3و4 أمتار في بعض المقاطع وهو ما يجعل السيارات التي تمر عليه لا تجد أي حيلة للنزول الإضطراري وهو ما تسبب حتى الآن في وقوع أكثر من 15 حادثا زهقت فيه أرواح رغم كون الطريق لم يبلط حتى الآن.
ويطالب سكان المنطقة عبر وكالة كيفه للأنباء كافة الجهات الوصية مباشرة تحقيق في هذا الارتفاع "الانتحاري" الذي لم يعهدوه في أي طريق لا داخل الوطن ولا خارجه. ولا يدرون ما هي دواعيه الفنية وما إذا كانت الوزارة قد اطلعت عليه.
10- من المثير للحيرة أيضا أنك وأنت تسلك هذا الطريق البالغ طوله أكثر من 90كم لن تشاهد أي إشارة من أي نوع توجه السائقين وهو ما تسبب في الكثير من الحوادث والمتاعب فيمكنك أن تقطع مع الردم 20كم فإذا انت بمقطع عمل مغلق فتعود أدراجك 20كم وهو ما يشير إلى بخل مفرط وإهمال عجيب للشركة واحتقار سافر للمواطنين وتخلي فاضح عن الواجب والمهنية.
11- قامتMTC ببناء سدود مجانية عبثية في المقاطع التي ترفعها من الطريق فقضت بذلك على بعض الغابات والأراضي الزراعية التي ستحبس عتها المياه كما وقع في "أمصب بديزوك".
12- عند مدخل مدينة كنكوصه الشمالي عبثت آليات الشركة بالطرق الرملية التي كانت تسلكها السيارات دون أن تكلف نفسها بتسهيل المرور عبر شق طرق جانبية أو صب الحجارة أو الطين على تلك المسالك التي دمرتها وهو ما أثار سخط السكان والسائقين الذين تقطعت بهم السبل ومع ذلك فإن هذه الشركة لا تبدي أي اهتمام لتلك المعاناة وتفعل مل يحلو لها دون خوف أو خجل.
13- لم تقم هذه الشركة بأي تدخلات اجتماعية ولم تبني أو ترمم سدا ترابيا واحدا عكس ما تفعله الشركات في مناطق عملها ولم تجلب لسكان المنطقة غير الأضرار والمشاكل.
يرى سكان المنطقة رغم عدم اختصاصهم أن الأتربة والطين والحجارة وأكثرية مواد الردم التي تنتقيها الشركة من أماكن قريبة تجنبا للتكاليف لا تصلح لبناء الطرق وهو ما سيقود في النهاية إلى التلاعب بالطريق وبنائه بطريقة عبثية ويعتقد هؤلاء أنه سوف يكون طريق قصير العمر كثير الحوادث لما صاحبه من فساد.
هي شركة أظهرت بكل جدارة أنها ملك لتاجر مدلل لا يهمه غير الربح واستبقاء ما أمكن وفي الطريق إلى ذلك الهدف يسمح لها النفوذ والانتماء إلى محيط الرئيس أن تتحلل من كل الأخلاق والواجبات والمسؤولية وأن تبدي من الازدراء لسكان المنطقة ما يقنعهم بضرورة الاستسلام النهائي وابتلاع كل ما يشاهدون من أمور مقززة ومهينة.
هي MTC لمن لا يعرفها شركة حديثة لا خبرة لها ولا تجربة قريبة من رئيس الجمهورية لها أن تفعل ما تريد وتعمل ما تشاء.
لها أن تتحدى الوزير والحاكم والوالي وكافة الناس فقد أهديت هذه الصفقة السخية رغم افتقارها لكافة المعايير واليوم بصدد تنفيذها بالطريقة التي تحلو لها.
لقد قدمت هذه الشركة درسا لكافة المسؤولين وأشعرتهم أنها فوق المساءلة والقانون عندما جردت المندوب الجهوي للبيئة بولاية لعصابه السيد لقظف ولد امبارك قبل عامين من منصبه عندما عارض تدميرها لبحيرة "أجار" فمن يتقدم ليلقى نفس المصير؟
فتلعش MTC ومرحى للنفوذ الذي يشجع الغطرسة والتنصل من كل المسؤوليات والالتزامات، وليمت سكان المنطقة بغيظهم، وسيصبحون على أردئ طريق عرفته البشرية وسيدفعون مقابل ذلك من مصالحهم وكرامتهم وبيئتهم.