فجر اليوم كان هو يوم القيامة الصغري بمدينة النعمة فرت الجموع بصغيرها وكبيرهـــا و تحول السكان في لمجة طرف الي لاجئين فذاقوا مرارة التشرد ولو لساعات حسبوا القاعدة عادت من جديدة فحملوا علي ظهورهم ماخف وزنه و غلا ثمنه حفاة و الدماء تسيل من أقدامهم يبحثون عن ملاجئ تقيهم النيران الطائشة البعض لم توقفه 100 كم والفقراء وحدهم وصلوا ما استطاعت أقدامهم أن توصلهم إليهم ، ورحمة من الله كان الوقت ليلا وإلا لمات الهاربون من العطش ،
الأطفال يبكون و النساء تنتحب ولا مغيث ، واتضح بعد هذه الكارثة أن النعمة ليست مدينة وليست شيئا يمكن ملامسته بل هي لا شيء وأقل من الاشيئ ، المطافئ جاؤوا بعد ساعتين و مع نزر قليل من الماء و الشظايا ملات البيوت فالثكنة في وسط المدينة وبين الأحياء الأكثر كثافة وحدهم الجنود تحلوا بالشجاعة أما الشعب فاتضح أنه لا يملك ثقافة مواجهات الأخطار ولا يعرف غير الهروب وهكذا بقيت المنازل مفتحة وخاوية علي عروشهــا ولم يرض أحد بالاحتماء فيهــا والدولة لم توفر ملاجئ لهذا الغرض وكأنها تعيش في القرون الوسطي ،
المطالبة بترحي الثكنة الي مكان بعيد وآمن كانت علي لسان الجميع في يوم الرعب والهلع هذا ، وكذلك المطالبة بتحسيس الناس حول ثقافة الحروب والكوارث حتي لا يتكرر هروب كهذا عواقبة تكون أكبر وأخطر من الكارثة نفسهـــا
وكالة انباء الشرق