عادت مدينة كيفه إلى حالها قبل الانتخابات حيث بدت خالية من "البطارين" وسياراتهم الفاخرة بعد أن قضوا أسابيع في الحفلات وتوزيع الأكاذيب والوعود ، فتارة يمنون أصحاب المبادرات بالتعويض عن متاعبهم وتارة أخرى يتعهدون بتوظيف آخرين إلى غير ذلك من أنواع الخداع والتضليل تاركين خلفهم المواطنين ومعاناتهم بعد أن استغلوهم طيلة هذه الفترة لا يرفضون لهم طلبا ولا يحلون لهم مشكلة يثيرون النعارات القبلية والعرقية هنا وهناك .
فما إن يقع انقلاب عسكري بهذه الدولة أو يتم الإعلان عن انتخابات بها حتى يبدأ الموالون من أزلام النظام الحاكم بهذه المدينة في التسابق وشد الأحزمة متوجهين إلى مدينتهم المنكوبة التي لا يعرفوها ولا تعرفهم إلا في مثل هذه المناسبات ، ناسين أو متناسين ظروفها الصعبة حين يعقدون علاقات متعة مع ساكنتها الأبرياء صداقها الاستهزاء والوعود الخاوية لتنتهي تلك العلاقة مباشرة فور الاعلان عن نتائج الانتخابات فيغلق هؤلاء السماسرة هواتفهم وتنتهي الرحلة في انتظار استئنافها من جديد .
فما الذي حمله هؤلاء لهذه المدينة ؟ وما ذا تركوا لها غير الفقر والجهل والمرض والعطش ؟
وما الذي فعلوه مع عطاش هذه المدينة ومنميها الذين يعانون هذه الأيام محنة حقيقية ؟