عند ما تشاهد"مبادرات" الجشع التي لم تغب عنها "غطفان" ولا قبائل " الزولو" و حتى جموع عشائر "النوير ووزراء عبس و التتار"و هم يقدمون أقبح أنواع الخنوع و يحاربون كل أنواع المظاهر الديمقراطية و يسخرون من الأحزاب العريقة و الجادة استجاب التلميذ و حاصر المعارضة و قمعها بشتى الوسائل ثم استدعى كيانات أقل ما يقال عنها أنها مخالب قطط. ليفوز عليها بأرقام فلكية مهولة و بفارق فاحش عن أقرب منافسيه لقد أعاد ولد عبد العزيز استنساخ مسرحية 1997م التي نظمها لأب الروحي معاوية ولد الطايع فمن أبرز أوجه الشبه بين تلك الانتخابات وهذه هو التزوير بشتى أشكاله حيث إهدار وسائل الدولة ورشوة الناخبين الكبار بالإضافة إلى الترغيب والترهيب والتصويت عدة مرات .و إذا كان معاوية قد غاب جسديا فطريقته مازالت حية عند الجنرال و بقي أيتامه المدنيين و العسكريين يصولون و يجولون و يصنعون الأوهام و يبددون مقدرات هذا الشعب المسكين. و من هنا نتساءل هل ستنبعث المعارضة من تحت الركام و تعجل بإسقاط هذا النظام؟أم أننا أمة تختلف عن سائر الأمم يمكن أن تعاد فيها السيناريوهات و لا تكن نتائجها عبثية! مثل ما وقع في انتخابات يونيو في هذا المنكب البرزخي الذي بنيت فيه الدولة من يومها الأول على حكم الفئة الواحدة و الشخص الواحد والعسكري الواحد.و مادام الوضع على هذا الحال من القتامة هل يعقل أن يبقى طيفنا السياسي الجاد يتفرج على هذه الملهىات و يترنح بين البيانات الهزيلة و الخطب التي لم و لن تزعج هذه المنظومة السياسية العفنة و البالية و التي أجهزت على ما تبقى من روح الدولة الهزيلة أصلا.و هنا ننوه إلى أن فرصة التغير قد أصبحت مواتية لأننا و رغم محدودية الوسائل و عدم الجدية أزعجنا الجنرال الذي تفاجئ بنسبة المشاركة و مازال حتى لآن تحت وقع الصدمة.مما يحتم علينا عدم تركه يلتقط أنفاسه مثل ما وقع لسيده معاوية الذي يمتلك كما هائلا من الخبرة و الدهاء و هذه ميزات يفتقدها الجنرال الذي يفسر الماء بالماء و يجول في حقل من المتناقضات من أبرزها مثلا (إنه كان يقول أنه أنجز بنية تحتية و خدمية في الحوض الشرقي, و في أيام الحملة سمعناه يقول لهم إنه سيوفر الماء و الكهرباء).أما آن لأوان أن لا نسأل الطغات كيف تطغوا بل نسأل العبيد كيف خنعوا