الحوار السياسي مطلب جماهيري ، وكان بودنا أن نشارك فيه كل حسب مؤهلاته ، ومن أقصي بحكم موقعه في الخريطة السياسية أو موقعه الجغرافي ،كانت وسائل الاتصال وثورة المعلومات توفر له مشاركة حقيقية،بالإطلاع على النتائج التي عالجت النخبة السياسية ،أكثر مما عالجت القضايا التي كان يطمح لها المواطن البسيط في حياته اليومية.
تمثل هذا العلاج في قطع الطريق على الترحال السياسي،حيث أوصت وثيقة الحوار بأن يفقد النائب أو الشيخ أو المستشار البلدي لمقعده في حالة استقالته من تشكيلته السياسية.
كذلك قطعت هذه الوثيقة الطريق علي التشكيلات الحزبية التي مجرد أوصال اعتراف أو رخص من وزارة الداخلية ،وذلك بسحب الترخيص من كل حزب لم يحصل على 1% من الانتخابات المحلية، وسحب الترخيص من كل حزب لم يشارك في الانتخابات المحلية لمرتين.
كل هذه الإجراءات العلاجية للنخبة السياسية يجب أن تنضاف إليها سمات للمنتخبين أنفسهم وخاصة النواب باعتبارهم السلطة التشريعية للبلد والمرآة العاكسة لمستوى منتخبيهم ،هذه الصفات التي يجب أن يتحلوا بها ضمنتها في هذه الوصايا العشر.
1- أن يكون النائب له مؤهلات ثقافية تعزز لديه الانتماء للوطن والحرص على سمعته،كي لا يستغل الحصانة البرلمانية في أغراض مشبوهة أو تسيء إلى سمعة البلد.
2. أن يكون النائب قادر على القراءة والكتابة وفهم العبارات ،ليتمكن من المشاركة الفعالة في الجلسات والنقاشات لسن القوانين وتوجيه السياسات العامة للدولة.
3. أن يكون النائب صاحب مواقف ثابتة يتحلى بالصدق والوفاء والأمانة ،ويبتعد كليا عن الغدر والخيانة والغش والتزوير،ومن واجبه عدم التفريط في المصلحة العامة للوطن وعدم التنازل عن الهوية والانتماء.
4. أن لا يكون النائب محل ريبة من ناحية الكسب المشبوه،لآن المواطن قد يطرح إشارات استفهام على من يعرفه قبل سنتين فقيرا معد ما لا يملك شيئا عاجزا عن تحصيل قوته اليومي أو دفع إيجار منزل متواضع في بعض الإحياء الشعبية ،ليجده بين عشية وضحاها من رجال المال والأعمال المشهورين.
5. أن لا تكون للنائب علاقة مع شبكات غسيل الأموال أو الاتجار بالمخدرات أو تنظيمات أخرى أكثر خطورة.
6. أن يلزم النائب الذي انتخب عن طريق الخطأ بزيارة تفقدية واحدة من كل سنة لمقاطعته.
7. أن يعزي من رشحوه وانتخبوه في الأيام المحددة للعزاء وخاصة إذا كان من فقدوا ،هم عظماء وأجلاء.
8. أن لا يخاف النائب من مقاطعته التي انتخبته،ويتجنب القدوم عليها إلا في ساعات متأخرة من الليل أو صحبة وفود الدولة للاحتماء بهم من مواطنيه.
9. أن يسمح للناخب من كل سنتين بمراجعة ثقته في من ينتخب(استطلاع الرأي في دائرته الانتخابية)، وأن تكون نتائج هذا الاستطلاع معتبرة فيترتب إلحاق عقوبات بالنائب ولو معنوية .
10. أن لا تتقادم المخالفات التي يرتكبها النائب إبان تمتعه بالحصانة البرلمانية.
زينب بنت سيد يني خلف نائب مقاطعة كيفه محمد فاضل ولد الطيب