لم تعهد مدينة كيفه حراكا سياسيا كالذي تعيشه اليوم، صراع داخل الحزب الحاكم الذي يتغير اسمه بتغير اسم رئيس الدولة.
هذا الحراك والجدال السياسي المحتدم والمخيمات والبيانات توهم المرء أن المدينة في موسم انتخابي اعتيادي تشارك فيه عدة أحزاب غير ان الامر اكثر تعقيدا من ذلك فهي قبائل عديدة في حزب واحد وتؤيد مرشح واحد .. فاختلطت الاوراق وانكشفت الاسرار واختلت التوازنات وازدادت حدة الصراع فأصبحت ديمقراطيتنا مجالا لإذكاء نعرات قبلية واحياء صراعات من زمن "السيبة" لأفهم جازما أن "السيبة" المفتوحة في الترشحات والطرقات والأسواق والمخططات التنموية للبلد هي فقرات من برنامج الحزب الحاكم.
والديمقراطية الحقة إن لم ترفض القبلية وتساوي بين افراد الشعب وتستمع للرأي الآخرعمل عبثي يؤسس للظلم والغبن مع إيماننا بالحكمة في قول الشاعر : في الجماهير تكمن المعجزات ومن الظلم تولد الحريات.
فمن الحرية أن نصدح قائلين : إن المدينة بحاجة –أولا- إلى الماء والكهرباء والخبز والتعليم والصحة ومشاريع تنموية تمتص البطالة وتحد من الهجرة نحو إفريقيا، لا إلى ساسرة يمتصون دماء الشعوب ويشدونها رغم أنفها لكل ساكن للقصر الرئاسي . ومن الحرية أيضا أن يبرأ سكان المدينة من أي نخبة سياسية موالية لم تسع يوما لإيجاد تنمية حقيقية تساهم في تغيير وجه المدينة، وتخفف من وطأة الفقر المدقع الذي يعيشه أغلبهم.