يبدو من خلال التصاريح التي أدلى بها المرشح محمد ولد عبد العزيز مؤخرا ببعض المدن الداخلية في إطار حملته الانتخابية أنه يعاني من ضغط نفسي ووحشة سياسية جراء العزلة الدولية والفراغ السياسي الذي يشعر بهما بعد أن تكشف له أنه يخوض انتخابات أحادية لا تتمتع بثقة المجتمع الدولي ولم تكن مقنعة بالنسبة للشعب الموريتاني الذي يعتبرها مجرد مضاعفة لمعاناته .
لقد ظهر المرشح محمد ولد عبد العزيز أمام أنصاره في تلك المدن وهو منزعجا وغير واثق من نفسه بعد أن تحامل على القادة السياسيين وحملة الشهادات العالية وبناة الدولة الموريتانية ممن يشهد الجميع بفضلهم ودفاعهم عن القضايا العادلة واصفا إياهم بالمجرمين وأنه يتوعدهم بالسجون وهي نفس الأوصاف التي كان يصف بها يوم أمس بعض منافسيه في الانتخابات الحالية في الوقت الذي دفع بهم شخصيا للمشاركة معه في مهزلته الانتخابية وها هو اليوم يدعوهم بمروجي الدعايات العنصرية .
لم يكن ولد عبد العزيز مرتاح البال أثناء خطبه لعدة أسباب نذكر منها الآتي :
1ـ قوة نفوذ المعارضة الداعية لمقاطعة الانتخابات .
2ـ ضعف الإمكانات المادية والبشرية لمنافسيه في الانتخابات .
3ـ اعتقاده جازما أن الموطنين غير راضين نتجة ما يعانوه من فقر وجهل وعطش مرض ...
4ـ قناعته بأن تلك الحشود التي تظهر أمامه في المهرجانات ما هي سوى مسرحيات أبطالها الأطر والوجهاء المأجورون من طرفه وأن من يحضروها ليسوا مقتنعين وإنما بدافع المجاملة فقط .
5ـ الظرفية الصعبة التي تجري فيها الانتخابات وما يترتب عليها من هجرة للمواطنين من أماكنهم الأصلية بسبب صعوبة الظروف المناخية أو المعيشية .
6ـ هجرة المنمين إلى الدول المجاورة بدافع الانتجاع .
هذه العوامل وغيرها أثارت حفيظة المرشح ـ الرئيس محمد ولد عبد العزيز مما جعله يشن تلك الحملة الشرسة على منافسيه في الانتخابات وخصومه السياسيين الحقيقيين (منتدى المعارضة الديمقراطية ) لم تتوقف على حد الألفاظ الجارحة بل تجاوزت ذلك إلى تصفيتهم من حقوقهم الوظيفية والسياسية .
لكن قد يجد في إثارة النعارات القبلية والعنصرية التي يرعاها ويباركها فرصة للتغلب على بعض تلك المعضلات وإلا ستعود الأمور إلى عهد ملء الصناديق ، خاصة في ظل الإنفراد بالأمور وعدم وجود لجان إشراف محايدة ونزيهة .