أي مشهد أغرب من ذلك الذي يبدو عليه الرئيس ولد عبد العزيز والذي يتقدم في سباق لا ينافسه فيه أحد تقريبا من أجل خلافة نفسه، وهو يوجه سهام النقد نحو المعارضة التي اختارت مقاطعة الانتخابات في حين يتعفف عن التعرض لمنافسيه المباشرين على كرسي الرئاسية. منذ انطلاقة الحملة والرئيس المرشح في مختلف المهرجانات التي نظمها في عواصم الولايات المتخلفة يشن حملة شعواء على من يسميهم الثوار العجزة والمفسدين الذين نهبوا الدولة منذ الاستقلال وحتى عام 2008 لقد قاموا بفعلة شنعاء في حق الرجل على ما يبدو عندما اختاروا مقاطعة الانتخابات. ولأن من ينافسونه لا يمتلكون أي وزن يهدد مركز صاحب التصحيح؛ فقد غدا من الموضوعي أن يكون الخصم الحقيقي له هو من يدعو الناس للامتناع عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع حتى يشوه اللعبة الانتخابية التي سيفوز بها الرجل بسهولة بالغة. وهو ما يجعل من المستساغ جدا أن يهاجم المرشح الرئيس خصومه العنيدين الذين دعوا سنة 2011 إلى رحيله عن السلطة التي انتزعها ببندقيته، كما أنهم نجحوا قبل أياما في تعبئة جمهور عريض في نواكشوط ضد الانتخابات. الرجل غير الطبيعي الذي يمسك بالسلطة منذ عام 2008 وحتى الآن، ويرفض أن يغير من أقواله أو من أساليبه. فهو مستمر في خوض مواجهة حادة مع خصومه بنفسه في حين أن ضابطا أدنى رتبة، في شخص مدير حملته، يحاول الحفاظ على بعض الود مع الخصوم للاستفادة منه في المستقبل. وهو أمر مختلف عن ما تقوم آلة السلطة والمتحدثون باسم السيد الرئيس، فحزب الاتحاد من أجل الجمهورية أصدر قبل أيام بيانا حمل فيه بشدة على المعارضة.