تمكنت القبائل بمدينة كيفه وفي الولاية عموما من أخذ زمام المبادرة والتحرر من أي أشكال الحزبية أو الأساليب المعهودة للحملة الموحدة المنظمة.
وانزوت كل قبيلة واتخذت مقرا مركزيا ونقاط دعائية متفرقة بالمدينة بعد أن جمعت من الأموال على أبنائها ما تراه مناسبا لتأجير المغنين والأبواق والتجهيزات.
وتحولت الحملة إلى تنافس بين هذه القبائل لإظهار القوة والحجم والصدق في تأييد الرئيس. هذه المقرات تكون مكان اجتماع أطر القبيلة وقادتها وحتى فقهائها وحفظتها لقضاء ساعات من الليل لأحياء مقر القبيلة.
لقد توارى القائمون على إدارة حملة الرئيس وحملة الحزب الحاكم في الحجرات ولم يكن لهم من دور غير عمل سكرتاري من قبيل تلبية دعوات تلك القبائل لمشاهدة ما تقوم به من أنشطة أو الاستماع إلى الشكاوي والتظلمات وطلبات التمويل. ويوم استقبال الرئيس خرجت كل قبيلة من مقرها إلى المنصة الرسمية وأخذت لهل فسحة في الساحة كما كان يحدث تماما أيما "الحصرة" زمن المستعمر.
لم يكن من رابط بين هذه القبائل- حسب المعلن- غير التوحد في محبة ولد عبد العزيز و افتدائه بالأب والأم والدعوات بأن يجد صفرا في صناديق تلك القبيلة ليخلو وجهه لهذه القبيلة !
لقد أظهرت هذه الحملة أن البلاد مقدمة على مستقبل مخيف وأن عناصر أسباب الدمار والتلاشي هي أكثر ما تأجج خلال هذه الحملة التي أظهرت بكل جلاء أن تغييب الأحزاب السياسية والتشكيلات المدنية يدفع باتجاه خلق مجتمع "الغاب" الذي لا أحد يأمن أن يتحول غدا إلى ميليشيات