يحل المترشح محمد ولد عبد العزيز ضيفا ثقيلا على سكان مدينة كيفه الذين يبست شفاههم وجفت حلوقهم وبحت أصواتهم من شدة العطش الذي بات يخنقهم حتى بلغت الموت منهم الحلقوم وهم أحياء يَنظرون.
ويخشى سكان المدينة أن يَرشف المرشح - والجنود والوفود المرافقة له من المُتزلفين والمُتملقين والمُتمصْلحين اللامسؤولين - ما تبقى من المياه الجوفية التي كانت توزع عليهم بالتقسيط ولا تكفيهم، على غرار يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ الذين يفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ولا يصلحون، مما جعل السكان يأسفون لعدم وجود سدِّ ذي القرنين، ليحول بينهم وبين هذه الوفود الهادرة التي ستشرب وتستحم من مياههم القليلة، وتعكر صفو ما تبقى منها كما تفعل الخنازير البرية "عر".
ومن المعلوم أن مدينة كيفه تعيش هذه الأيام أزمة عطش حادة بدأت تتفاقم بالتزامن مع حرارة الصيف اللاهبة بعد أن فقدت أغلب أحياء المدينة مياه الشرب منذ أشهر إثر توقف أنابيب الضخ عن إيصال الماء إلى المنازل بشكل نهائي بسبب شحها وقلة نسبتها في الآبار والخزانات، وهو ما زاد في ارتفاع سعر الماء بشكل غير مسبوق، مما جعل بعض الخيرين يطلق حملة سقيا لعطشى المدينة لمدة أسابيع بسبب العطش الذي أضر بجل المواطنين بعد أن أصبحت معظم أحياء المدينة تفتقد للماء.