نظم حزب الحراك الشبابي من اجل الوطن ليلة البارحة أمسية سياسية وفنية في ساحة دار الشباب بمدينة كيفه وقد اختار الحزب كيفه منطلقا لأنشطته داخل البلاد وأشرفت على هذه الأمسية بعثة من الحزب برئاسة السيدة لاله بنت أشريف رئيسة الحزب وقد بدأت الأمسية بكلمة للمنسق الجهوي على مستوى الولاية قبل أن توجه رئيسة الحزب خطابا للحاضرين تعرضت فيه للخطوط العريضة لحزبها وقد تخللت هذه الأمسية منوعات غنائية وشعرية وفلكلورية . وعلى هامش هذه السهرة السياسية خصت رئيسة الحزب وكالة كيفه للإنباء بمقابلة هامة هذا نصها:
وكالة كيفه للأنباء : بودنا أن تقدموا لنا نبذة عن ظروف نشأة حزب الحراك الشبابي وعن هويته وأهدافه ؟
لال بنت أشريف : في البداية أشكر وكالة كيفه للأنباء على إتاحة الفرصة وأقول إن حزبنا لم يكن وليد صدفه وإنما رأى النور بعد مخاض طويل ، فقد كانت إرهاصاته الأولى تعود إلى سنة 2007 ، حيث دشنت مجموعات شبابية نقاشات مستفيضة وبدأت التفكير في إنشاء كيان سياسي ,وكان قيام حركة التصحيح التي قادها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وما حملت من خطابات تقدمية, قد جدد فينا الأمل وبعث التفاؤل , الشيء الذي قادنا إلى دعمه في الرئاسيات الأخيرة ,وكنا من بين 20 مبادرة شبابية أيدت الرئيس , فكان بحق هو مرشح الشباب ، بعد ذلك دشنا الكثير من من للقاءات والنقاشات مع جميع الفاعلين السياسيين, واستمعنا إلى كافة الآراء قبل أن نطلق الحزب .
وكالة كيفه للأنباء : شكل الغد أولا ثم تلاه العصر فالحراك ،فهل لكم أن توضحوا للرأي العام ماهية هذه الانتقالات وأسباب تلك الإستنساخات ؟
لال بنت أشريف :للتصحيح ،تأسس العصر أولا وللعودة إلى سؤالكم ،فإنني اعتقد أن الاختلاف في الآراء هو مسألة صحية وعادية تماما، لقد كنا نتمنى أن تنصهر كل المجموعات الشبابية في إطار سياسي واحد ,وفي مرحلة من المراحل لم تكن قناعة بعض الأطراف الدخول في حزب العصر , وقد تلاحقت التطورات وفي النهاية أنشا حزب الحراك الشبابي من أجل الوطن واستطاع استيعاب عدة حساسيات , بما فيها الإخوة الذين شكلوا في وقت سابق ما سمي بلجنة الأزمة.
وكالة كيفه للأنباء : في نظر الكثيرين أن الحراك الشبابي تأسس بإشارة من رئيس الجمهورية كما هي حالة الإتحاد من أجل الجمهورية فما هو جوهر الفرق بين الحزبين ؟
لال بنت أشريف : يمكنك أن تعود فتجد الإجابة في ردي على سؤالك الأول ، فقد قلت أن ولادة الحراك لم تكن اعتباطية , بل كانت نتيجة إرادة واعية ودراسة معمقة للوضع السياسي. صحيح أننا جزء من الأغلبية إلى جانب الإتحاد من أجل الجمهورية. ولكننا نتنافس معه في تطبيق برنامج رئيس الجمهورية الذي أيدناه مبكرا.
وكالة كيفه للأنباء : يرى مراقبون أن رئيس الجمهورية شجع قيام حزبكم لسد الطريق على ما سمي يومها بشباب "ابلوكات" وذلك من أجل تدجينكم واحتوائكم ؟ فما هو ردكم ؟
لال بنت أشريف : نحن في الحراك الشبابي من اجل الوطن نتبادل الآراء والمشورة مع رئيس الجمهورية و سبق أن اجتمع بنا وتبادلنا أطراف الحديث, ولكننا نبقى حزبا قائما بذاته يؤمن بالديمقراطية وبالتغيير الهادئ, ونحترم الآخرين فيما يذهبون إليه من آراء بمن فيهم حركة 25 فبراير ( شباب ابلوكات ) , التي لا نتفق معها في طريقة إحداث التغيير, فهم يريدون إسقاط النظام , ونحن نعتبر النظام القائم شريكا استراتيجيا.
وكالة كيفه للأنباء : تماطل وزارة الداخلية في الترخيص للأحزاب السياسية وانتظر بعضها أشهرا بل سنوات لإيجاد الترخيص , وأنتم ظفرتم به في وقت فائق السرعة ! أيعود ذلك إلى كونكم حزب الرئيس ؟
لال بنت أشريف : لقد قمنا بالترتيبات اللازمة لتشريع حزبنا , وقد تمكنا من ذلك , ونحن حزب سياسي مستقل عن أي حزب آخر أو أي شخص ,فحزبنا يولي اهتماما كبيرا للشباب ويسعى إلى تجديد الطبقة السياسية ويسعى إلى التسريع بتطبيق برنامج رئيس الجمهورية.
وكالة كيفه للأنباء : في البداية كان الاعتقاد السائد بان هذا الحزب جاء متناغما مع ما يمر به العالم العربي الآن من تحولات وأنه ولد من ذلك الرحم ،غير أننا فوجئنا بخطابات هذا الحزب التي تعود بنا القهقرى، حيث تعلو حناجر زعمائه بالإشادة والثناء وتمجيد الفرد.
لال بنت اشريف : لا نجد غضاضة في تثمين ما يقام به من إنجازات لصالح الشعب وسنشكر للرئيس كل فعل يعود بالنفع للوطن , وهذا لا يناقض إيماننا بمبادئ حزبنا ومنطلقاته التي تكرس الوحدة الوطنية وتسعى للتجديد.
وكالة كيفه للأنباء : انتم تهدفون بالدرجة الأولى إلى استقطاب الشباب الموريتاني ،ألا ترون أن ارتماءكم في حضن الموالاة قد يحرمكم من جذب شباب أحزاب المعارضة ؟
لال بنت أشريف : نحن جزء من أغلبية الرئيس ولكنه جزء غير صامت ومن يرغب في الانضمام لحزبنا لا بد أن يكون مقتنعا بمشروعه السياسي.
وكالة كيفه للأنباء : الأحزاب الموريتانية العتيقة ظلت عاحزة عن القيام بالأنشطة اللازمة داخل الوطن , وأنتم أنجزتم الكثير وقمتم بأنشطة مكثفة في وقت قصير, فمن أين تحصلون على التمويل؟
لال بنت أشريف : نحصل على ذلك بالطرق المشروعة والشفافة وأتحدى من يقدم أدنى دليل على عكس ما قلت , نحن نعتمد على تبرعات المناضلين والمتعاطفين ومن بيننا لله الحمد أطرا , ونقدم بالعموم ما لدينا بكل استعداد وسخاء من أجل تحقيق أهدافنا.
وكالة كيفه للأنباء : تترأس حزب الحراك امرأة ، فهل جاء ذلك لأسباب موضوعية صرفة أم أن صراع الرجال على الرئاسة أفضى كما يروجه البعض أن يقع الاختيار على امرأة !؟
لاله بنت أشريف : لم يحدث أبدا أن حصل صراع بين اطر الحزب على تقلد المسؤوليات بل العكس هو الصحيح ، حيث نعرض جميعا عن تولي الوظائف , ولا نسعى للمناصب وعلى سبيل المثال رفض الأخ عبد الرحمن وهو الرئيس السابق الاستمرار في مهمته , وذلك لترسيخ سنة التناوب , وهو ما جعل الرفاق يفرضون علي تولي هذه المسؤولية ولم يكن اختياري من منطلق كونى امرأة بل نتيجة معايير شفافه وموضوعية.
أجرى المقابلة الشيخ ولد أحمد