تتميز مكاتب المسؤولين بمدينة كيفه بالتحلل من أي تنظيم للقاءات التي يطلبها المواطنون في شؤونهم المختلفة خصوصا لدى ولوجهم باب الوالي أو الحاكم.
فعند دخول أحد هؤلاء المسؤولين مكتبه وبدئه في العمل يدخل أحد الضباط فيقضي ما شاء من الوقت الذي قد يستغرق ساعات، ثم يأتي دور أحد رؤساء المصالح الجهوية فيمكث وقتا طويلا آخر، فإذا دخل الوجيه أو المنتخب أو أحد قادة الحزب الحاكم كان الأمر أفظع .
وخلال هذه اللقاءات يدور الحديث هول السياسية والمدينة والمراعي والحزب وأخبار مجلس الوزراء وأمور متفرقة أخرى لا صلة لها بالهم الذي بعث له المسؤول ، ناهيك عن الاجتماعات العامة والزيارات والخروج من المكتب للكثير من الأسباب .
لذلك ترى المواطنين "العاديين" يستظلون بالحيطان والأشجار في انتظار فراغ هذا المسؤول أو ذاك من زواره من "الطراز العالي" وقد يقضي أحدهم أياما في انتظار لقاء لا يخضع لأي نظام أو أي ترتيبات.
لا يمكن لأي من هؤلاء المسؤولين أن يأمر هذا الصنف من الزوار بالانصراف وهو ما يؤدي إلى ضياع وقت المواطنين وإهدار مصالحهم.
يجب على هؤلاء المسؤولين تجاوز هذه العادة وتنظيم وقتهم القصير الذي هو ملك للمواطنين وليس سلعة يوزعونها كيف يشاؤون.
إن ذلك الأسلوب هو عين الفساد.