أود بداية أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من رأى في ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية بصيص أمل لإنقاذ بلدنا السائر نحو المجهول، ذلك الترشح الذي جاء استجابة لضمير طالما وخزني وحزنا وحسرة على حاضر ومستقبل بلد يستحق أكثر مما يقدمه له ساسته وعسكريوه . لقد وجدتني مرغما على إعداد ملف الترشح ، بصفتي مواطنا موريتانيا لا ينتمي للأغلبية ولا للمعارضة اللتين لم أجد في أي منهما مصلحة للبلد ، وذلك حينما رأيت اللعبة السياسية متأرجحة بين سلطة متشبثة بالحكم منذ نحو أربعة عقود رغم تغيير الواجهة من حين لآخر ، وساسة محتكرين لتصدر المشهد السياسي منذ انطلاقة المسلسل الديمقراطي من أكثر من عقدين من الزمن .
لقد كانت إدارة الترشح نابعة من الحصاد المر للأحكام المتعاقبه منذ انقلاب يوليو 1978 والإحباط المستمر من أداء نخب المجتمع في المجالات السياسية والاقتصادية والإجتماعية ، حيث ظلت الدولة في انحدار مخيف ، ليرثها شباب اليوم مقطعة الأوصال اجتماعيا ، ومبددة الثروات اقتصاديا متفاقمة الأزمات سياسيا ، في ظل الخشية من أن نترك أجيال الغد بلا موريتانيا موحدة وقادرون على النهوض من المستنقع الذي يراد لها أن تظل فيه .
يحدث كل ذلك في بلدي العزيز المليئ بمختلف أنواع الثروات الباطنية والسطحية البرية والبحرية بينما العالم ينمو سريعا ، وعلى مختلف الاصعدة ،ووحدها انوكشوط من بين جميع عواصم العالم لا تزال مدينة أشباح ، وهنا أحمل المسؤولية الكاملة لكافة الأحكام وجميع الطيف السياسي المعارض والموالي ، نظرا لما اتسم به دور الجميع في تسيير الانفتاح الديمقراطي من رتابة وجمود انعكسا سلبا على حياة المواطنين وديناميكية الوطن .
واليوم وبعد أن تم رفض ملف ترشحي من طرف المجلس الدستوري الذي أحترم قراره ، وخروجي من حلبة التنافس الرئاسي الحالي ، أطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم اتجاه الوطن وعدم تركه لعبة بين السلطة والمعارضة ، ولا يهمني من سيحكم البلد ، بل إن كل ما يشغلني هو كسب الرهان الرئاسي من قبل من يستطيع دفع عجلة تنمية الوطن وازدهاره وانسجامه الأهلي إلى الأمام .
وأتوجه لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته السيد محمد ولد عبد العزيز باسمي وباسم الشعب الموريتاني الكريم بطلب رد الجميل لهذا الوطن الذي وقف بجانبه ، حينما استولى على السلطة بانقلاب عسكري تفهمنا ظروفه وملابساته ، وذلك بتقديم تنازلات تنزع فتيل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد ، ويعلن إلغاء الانتخابات الرئاسية المقررة في ال 21 يونيو المقبل ، والدخول في حوار جدي ومسؤول وصريح يفضي إلى تنظيم انتخابات توافقية تخرج البلد من عنق الزجاجة وتضعه على جادة الصواب .
وختاما أود التنبيه إلى عنصر الغرابة في تمكن نزر يسير من المدنيين القادمين من أعماق الصحراء من إنشاء الدولة الموريتانية مطلع ستينيات القرن الماضي ، حيث تمتعت الدولة الفتية بدبلوماسية مؤثرة وجيش قوي ، وتمت سياستها بسلوك مدني ووئام وطني ورؤية ثاقبة ، حتى بلغت سن الرشد تم اختطافها ليتولى أمرها رؤساء تتحسن أوضاعهم المادية بسرعة البرق ، وتسوء أوضاع الشعب بذات السرعة .
فإلى متى وبلد المليون ثروة يتخطفه الجهل والجوع والمرض ونحن خانعون وكأن الأمر لايعنينا في شيئ !!!
مرشح رئاسيات 2014 على ولد بوعماتو